لا ظرافة كظرافة ظريف، فوزير خارجية نظام الملالي في إيران محمد جواد ظريف هو عراب العبارات المفاجئة المضحكة، وكما يقول المثل الشهير "شر البلية ما يضحك". الاستشعار بهول ما اقترفت أيديهم دفع "ظريف طهران" إلى أن يشق طريق التودد والتزلف والتنكر أمام زملائه في النظام لعلهم يزيلون خطاياهم، فبات الذين هاجموا سفارة المملكة من المشبوهين, فيما ذهب روحاني إلى وصف الكارثة بأنها إهانة للنظام الإيراني وذهب آخرون للقول إن المهاجمين من الخارجين على القانون أو العملاء، لكن ظريف الظرفاء تجاوز الجميع بعباراته المنمقة المضحكة المثيرة للسخرية فقال في بداية تصريح له: "جارتنا السعودية". لقد استذكر "ظريف طهران" أن المملكة جارة، لقد استعار قاموس اللغة مستنجداً بعبارة جارة بعدما عمد هو ومن معه إلى إلغاء هذه العبارة من التصريحات والسلوك والتفكير. لقد تناسى "ظريف طهران" أنه ومن معه لم يتركوا سبيلاً إلا وسلكوه تنكراً للجيرة ليس مع المملكة وحسب، فدماء العراقيين شاهدة وأرواح السوريين لهم لاعنة وأزمات اللبنانيين ملامحها بوجوههم الكاملة. لقد تناسى "ظريف طهران" أن الجيرة خلق وشهامة وأخوة وتعاون وما كانت يوماً تدخلا وفتنة وطائفية وبغضاء. لقد تناسى هو ومن معه أن الجيرة نصرة للجار إن استجار وليست وما كانت يوماً طعن في الظهر وغدر بأهل الدار. ... ظرافة الظريف لا تمحي خطايا الباسيج والمشبوهين من من هاجم ومن من أحرق ومن من خطط وموّل، فالكل مشبوه. الكم الكبير من المشبوهين يحتاج إلى تغيير صادق شرط أن لا يكون كوعدهم الصادق الذي صدق بكذبه على الناس وعلى عقول الضعفاء. الظرافة لا تصنع سياسة خارجية والظرافة لا تبني علاقات دولية أخوية. الظرافة في غير مكانها ضرر إن لم تكن إمعانا في الضرر، المأزق الإيراني يحتاج إلى رفع الضرر وليس الإمعان فيه. المأزق يحتاج الى صدق مع الذات لا الى ظرافة مع الآخر، يحتاج الى قناعة ان ما ارتكبه ظريف ومن معه وفوقه يجب أن يتوقف.