أفاقت الدنيا صباح يوم السبت الماضي على حدث هز كيانات العالم.. ذلك الذي غيب مفهوم المنطق ولم يستوعب سياسة الشرع الحكيم.. شرع الله ومنهاجه القويم.. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. والذي استقامت به وعليه حياة دول عظمى.. ومن يستقرئ التاريخ يجد ان العالم كان يعيش في بوتقة الظلم والجهالة ويطغى فيه القوي على الضعيف.. حتى بعث الله سبحانه وتعالى رحمته للبشرية نبيه العظيم محمد صلى الله عليه وسلم.. والذي ومعه نفر قليل استطاع وبفضل الله وبقوة الايمان والثقة فيه ان يغمر العدل والنور الكون واستقامت الحياة وتهاوت عروش القياصرة والملوك والرهبان.. ووضع من خلال الكتاب والسنة منهاجا رتب حياة الامة.. حتى انه فاضت الاموال (اموال الزكاة) في عهد عمر بن عبدالعزيز فلم يتقدم احد دليل عدم الحاجة.. وذلك فيه نقاء وتزكية للنفوس.. والان نبتت رؤوس الشياطين وعدنا الى عهد الوثنية.. تلك التي تشرك مع الله الهة اخرى.. حتى لكأنك تعيش الدهشة وانت تسمع الفرية تلو الفرية. كأنهم يلوكون شيئا هينا.. فإبراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الله عندما قذف به بالمنجنيق جاءه جبريل سائلا اياه هل لك من حاجة ؟ فجواب ابراهيم اما منك فلا.. حرف فقراء الايمان المردة الادعياء الذين جفت منابع اليقين والايمان في قلوبهم قائلين ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال يا حسين.. وتلك فرية عظيمة لا يصدقها عقل ولا يقتنع بها منطق وهي فرية عظيمة والحسين منها براء. القتل أنفى للقتل : تذكرنا هذه الخطوة الجريئة التي اتخذتها المملكة في حق هؤلاء المارقين الفسقة الجاهلين جهالة الجاهلية الاولى الذين خرجوا على القانون وروعوا الناس ويتموا الاطفال ورملوا النساء دونما ذنب او خطيئة.. كان ولا بد وان يكون هذا القرار الشجاع.. فنحن منذ بداية هذا العهد ما استقام لنا الامر ولولاة الامر الا من بعد ان اعتمدوا على شرع الله وطبقوا احكامه. جهيمان وقتل الخارجين على الامن : حادثة جهيمان وربعه الذين أزهم الشيطان فتكردسوا فى بيت الله الحرام وقطع الاذان واستخدموا السلاح والطلق الناري وعطلوا الصلاة والطواف والسعي فترة طويلة حتى قيض الله لهذه الحادثة رجالا بواسل استطاعوا قهر واستئصال شأفة هؤلاء المردة. ومع ذلك فان هؤلاء اوثان اليوم رؤوس الشياطين وشكرا لله اذ نجح رجال الامن وافلحوا في شهامة ونبل ووعي ومغامرة كريمة فاستطاعوا ان يجتثوا دابر هؤلاء ويلقوا القبض عليهم. وهنا ثارت ثائرة اعداء الله من الذين يعيثون في الارض فسادا بعيدا عن الشريعة الاسلامية وخلق المسلم الحق.. اخذوا ينددون بالقصاص وهو حد من حدود الله وكأنهم (خزاهم الله) يعترضون على الله. الحمد لله الذي جعل من اوليائه الصالحين الاتقياء من يقوم على الحق وينفذ منهاج الله وشرعه.. لا تأخذه فى ذلك لومة لائم.. ولقد كانت ملحمة التضامن والتعاون بين القيادة وفقهاء الامة وقضاتها والمثقفين ورجال الاعلام وكافة اطياف الشعب الذين التقت جميعها عند الحد الفاصل او الخط الاحمر.. وهو مصلحة الوطن وتطبيق شرع الله والحرص على ارواح المواطنين والمقيمين في هذا البلد والحجاج والمعتمرين والزوار. المملكة ليست كإيران أو أي بلد : المملكة قبلة العالم الاسلامي وقد عظمها الله وحرمها إعلاء لمكانتها وقيمتها المعنوية والمادية.. لذلك فإن اي اعتداء عليها يمثل مساسا بمساحة عريضة من عباد الله المؤمنين في شتى اصقاع العالم.. (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) .. وحسبي الله ونعم الوكيل.