تصرفاته لا تبتعد كثيرا عن تصرفات «داعش»، يعمل في الظلام يفكر ويخطط ومن ثم ينفذ، أصدر تعليماته لزمرة من العصابات في مشهد لحرق مقر القنصلية السعودية وتعليمات مماثلة لحرق السفارة في طهران. لم يكن قراره بإشعال النيران بمقر البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران وليد لحظة كما لم يكن قرار التحريض ضد المملكة أيضا وليد لحظة، إنما استغل حادث الإعدام لتصفية حسابات سياسية في ملف اليمن. منذ أن صفعته الرياض الصفعة الكبرى وقطعت يده التي عبثت في اليمن وهو يتخصص في مهاجمة المملكة العربية السعودية بسبب قيادتها لتحالف عاصفة الحزم لمواجهة انقلاب الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، وأيضا على خلفية الموقف من النزاع في سورية والتدخلات الإيرانية في المنطقة. اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني ورجل العمليات السرية القذرة في الداخل والخارج الإيراني رجل يجلس في الظلام يتابع تفاصيل خططه الشيطانية في المنطقة. يقود ثلاث معارك مدمرة على الأقل في ثلاث دول عربية ويتدخل سياسيا في معظم دول الجوار ويدين ومؤسسته بالولاء المطلق للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية وللنهج الصدامي الذي تنهجه المجموعة المحيطة بالمرشد، وقد وصف الدفاع عن النظام الإيراني بأنه «أهم من أداء الصلاة». اللواء جعفري هو بامتياز رجل العمليات السرية القذرة خارج الحدود الإيرانية عبر ذراعه اليمنى سليماني، فالرجل مصاب بجنون العظمة، فهو يرى أن طهران باتت تسيطر على العراق وسورية واليمن والبقية تأتي.. خبير في شحن أجواء المنطقة لجرها إلى حرب إقليمية مدفوعا بغضب على العرب يضع على خارطة الحرس الثوري الهلال الشيعي في المنطقة الممتد وفق تصوره من إيران إلى العراق وسورية ولبنان واليمن ودول أخرى، ما يؤكد صحة المخاوف التي يبديها قادة المنطقة، وعلى الجماهير العربية عندما تنظر إلى هذه الخارطة أن تدرك ضرورة التصدي لهذا المخطط لأنه يستهدف الأمن القومي العربي والإسلامي. اللواء جعفري هو القائد العسكري المركزي لمعركة إيران الطائفية العابرة للدول العربية والهجوم المتواصل على المنطقة في أكثر من جبهة.