لم تيأس عشرات الأمهات والزوجات اللائي فقدن أبناءهن وأزواجهن بغدر الفئة الضالة في حوادث إرهابية متفرقة، من عدالة الشرع، ليجدن أنفسهن أمام قصاص عادل، أعاد لهن الحياة، وعزز من ثقتهن في العدالة والقضاء. وفيما كان القصاص من الإرهابيين يغزو مطامع الحاقدين، فيزيدهم حقدا، كان الصوت نفسه يشدو داخل مسامع الغيورين على الدين، وأسر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وأغلى ما يملكون دفاعا عن الدين والوطن، فيزيدهم فرحا وسرورا بالعدل في القصاص. والدة الشهيد العريف عبدالله أحمد عبدالله آل عواض عسيري الذي استشهد في الاعتداء الغاشم على مسجد قوة الطوارئ بمنطقة عسير قبل أربعة أشهر - 6 أغسطس الماضي- أكدت في تصريحات مع «عكاظ»: «أنها كانت مطمئنة لتطبيق شرع الله في قتلة ابنها وزملائه؛ لأن «الفئة الضالة التي استباحت دم الأبرياء ويتمت الأطفال فرضت الدموع على الجميع، ولكننا صبرنا وكلنا ثقة في عدالة الله بالقصاص، ثم في عدل القضاء الذي يعيد لنا حقنا من هؤلاء، وها هو تحقق العدل بفضل من الله»، مبينة أن استشهاد أبنائهم عزز حبهم لهذا الوطن، «لأنهم كانوا على حق، ودافعوا عن الأرض والعرض، وعاشوا وهم محبين للوطن، ومخلصين للدين ولقيادة الوطن». وتذكرت والدة عسيري، وقت استشهاده، مؤكدة أنها كانت فخورة به منذ الساعة الأولى لتبليغها بالواقعة، وأعلنت أن «استشهاد ابني فخر لنا ولقبيلتنا التي ضحى أحد أبنائها بنفسه لحماية تراب الوطن». ولم تهدأ التساؤلات من أبناء الشهيد عسيري لين وعبدالرحمن، بطفولة وعفوية، حيث لا يزالان يبحثان عن الأب الشهيد، بسؤال متكرر، فيما يأتي الرد من أمهما أرملة الشهيد بدمعة تروي بها صمتها، لكنها لا تشبع أسماع الأبناء. وبأيدٍ ترتفع للسماء شكرا لله على القصاص من القتلى. أكدت سلمى عوضة والدة الشهيد عيد ماطر الشهراني، الذي استشهد في المسجد ذاته، قائلة: «الحمد لله الذي أخذ لنا حق أبنائنا من تلك الفئة التي تسعي في الأرض فسادا»، لافتة إلى أن ابنها رزق الشهادة التي يحلم بها كل أبناء هذا الوطن في الدفاع عن مقدساته، مؤكدة أن ما لمسته من مواساة ووقوف القيادة معهم، والسؤال الدائم عنهم وعن أحوالهم، دليل على قربهم من المواطنين، والذي كان له الأثر الكبير في التخفيف من المصاب، مضيفة «أدعو الله أن يعز ويشد من أزر قائدنا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، ويوفقهم لخير الإسلام والمسلمين، وأن يديم على هذه البلاد الأمن والاستقرار». واكتفى بدر ابن الشهيد مفرح علي أحمد عسيري، بالتهليل والتكبير، مرددا: «الحمد لله كنا نثق في عدالة شرع الله، ضد الفئة الضالة، ونعتز أنا ووالدتي وأخي بوقفة قيادتنا الرشيدة معنا منذ استشهاد أبي رحمه الله».