جاء التمديد للأشقاء اليمنيين حاملي (هوية زائر) لستة أشهر أخرى، اعتبارا من 21/3/1437ه، امتدادا طبيعيا للعلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، والدعم السعودي المستمر لليمن حكومة وشعبا. واستقبل الأشقاء هذا القرار بمزيد من التقدير والامتنان، خاصة أنه يأتي إنفاذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع بدء الأزمة اليمنية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع أبناء اليمن المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية، بمنحهم تأشيرة زيارة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، والسماح لهم بالعمل استثناء من الأنظمة بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية. ومع قرب انتهاء صلاحية هذه (الهوية) في 20/3/1437ه، وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتمديدها ستة أشهر أخرى، اعتبارا من 21/3/1437ه، ويقدر عدد المستفيدين من هذا التمديد بحوالى 480 ألف يمني. ولايزال الأشقاء اليمنيون، بل والعالم أجمع يتذكر القرار الحكيم والشجاع الذي اتخذه الملك سلمان بإطلاق «عاصفة الحزم» استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية، وذلك بعد تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية التي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية على الشرعية، مشكلة تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدا للسلم والأمن الدوليين. وعن هذا الموقف أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي في رسالة لدول التحالف، أن الشعب اليمني لن ينسى وقوف أشقائه إلى جانبه في هذه الظروف العصيبة والأخطار المحدقة به، لافتا إلى أن ثقة الشعب اليمني بالله سبحانه لم ولن تتزعزع، وسيظل متمسكا بثوابته الوطنية التي تفرض عليه بذل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على عزة الوطن وكرامته وسيادته. وأوضح خادم الحرمين الشريفين في كلمة خاطب فيها المشاركين في الدورة ال22 للمجمع الفقهي الإسلامي في مكةالمكرمة، «أن المملكة العربية السعودية تهدف من خلال عاصفة الحزم، للتصدي لمحاولة تحويل الأراضي اليمنية إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة»، مضيفا: «كانت هناك محاولة لتحويل اليمن إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لتحويل المنطقة إلى مسارح للإرهاب والفتن والصراعات الدموية على غرار ما طال بعض الدول الأخرى»، محذرا في ذات الوقت من توظيف الطائفية لتحقيق الأطماع السياسية التي لا علاقة لها بنصرة الدين والأمة، معتبرا هذا الأمر «خطرا يهدد الأمة الإسلامية». وبين الملك المفدى «أن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والحل السلمي في اليمن، ليتمكن من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية». وعقب ذلك أطلقت المملكة بالتعاون مع دول التحالف عملية «إعادة الأمل» لإعادة الأمل للشعب اليمني والتأكيد على أن الحكومة اليمنية سوف تعمل على دعم وجودها على الأرض اليمنية والاستمرار نحو بناء يمن آمن ومستقر، وهذه العملية مزيج من العمل السياسي الدبلوماسي والعمل العسكري، حيث تستمر التحركات العملياتية للميليشيات الحوثية لمنعها من الإضرار بالمواطنين أو تغيير الواقع على الأرض، وحماية المواطنين المدنيين من بطشها. ومن يقرأ التاريخ جيدا، لا يستغرب كل ذلك، عطفا على مواقف المملكة المشرفة مع جيرانها، وخصوصا مع اليمن حيث تربط بين البلدين علاقات ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن بعده سار أبناؤه على ذات النهج دعما لليمن وشعبه، وحرصا على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، فضلا عن دعم مسيرته التنموية من خلال عدد من المشاريع والمنشآت التي تم تنفيذها بتمويل سعودي.