شيء يدعو للسخرية وجود كل هذه الجيوش حول سوريا، تحت ذريعة قتال الإرهاب، والذي يتفق الجميع على تسمية تنظيم «داعش»، ويختلف الباقون حول تعريف باقي التنظيمات في سوريا، هل يعقل أن طائرات أمريكاوروسيا قطبي العالم قبل الحرب الباردة، وطائرات وقطعا بحرية فرنسية وبريطانية تقوم بعمليات عسكرية في سوريا وحتى الآن داعش باقية وتتمدد. قيادات داعش التي وصلت سرت الليبية وعلى رأسها البغدادي، هل وصلت ليبيا عبر غواصة لا ترصدها رادارات كل الجيوش الغربية التي تملأ المنطقة، أم أن الواقع يشير إلى انعدام الجدية في محاربة الإرهاب، ناهيك عن دعم واضح للجماعات الإرهابية، أو هو غض للنظر إذا أردنا تلطيف الواقع. السعودية أدركت مسؤوليتها العربية تجاه التمدد الإيراني لتفريس المنطقة، تحت عنوان ظاهره الطائفية وباطنه العنصرية العرقية تجاه العرب، حيث أرادت إيران استمرار مشروع احتلالها للأراضي العربية، والتي بدأتها باحتلال الأحواز 1925، ثم تلتها باحتلال الجزر الإماراتية 1979، وسيطرتها على العراق منذ دخول الأمريكان للعراق في 2003. وبالتالي نشطت الديبلوماسية السعودية في تشكيل التحالف العربي الأول من نوعه، للتصدي للتمدد الإيراني في اليمن عبر الميليشيات الحوثية وأنصار المخلوع صالح، بعد أن كانت طهران تستعد للاحتفال باحتلال أربع عواصم عربية عبر تصريحات مسؤوليها، ولم يكن العرب يحتاجون إلا التوحد لكسر مشروع إيران في اليمن. اليوم تثبت الديبلوماسية السعودية حيوية أكبر، عبر تشكيل تحالف إسلامي عسكري يضم خمسا وثلاثين دولة، بالإضافة لعشر دول إسلامية أبدت تأييدها للتحالف، على أن تقوم ببعض الإجراءات الداخلية اللازمة قبل الانضمام، مثل التصويت في البرلمان في الدول التي يلزمها الدستور بذلك. ما قامت به السعودية هو خطوة جادة للتصدى للإرهاب، في مقابل تلكؤ غربي مشوب بالسعي للاستفادة من الإرهاب في تقسيم المنطقة، وتشكيل كيانات أثنية وطائفية، كدولة للأكراد ودولة للعلويين، مما يسهل لإسرائيل إعلانها دولة يهودية. التحالف الإسلامي يؤكد جدية الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب، على مستوى الفكر والتمويل وكذلك على المستوى العسكري، لأن السعودية وعدة دول عربية وإسلامية رأت كيف أنها كانت الضحية الأولى للإرهاب، والذي لم يدع حرمة لمسجد ولا لشهر فضيل، بل وصل انعدام الإنسانية لقتل الأقارب. الإرهاب سببه وجود أنظمة فاشية وطائفية تدعمها إيران، وهي نظام المالكي والأسد، واليوم يبدو أن روسيا تمنح فرص التمدد لداعش بدلا من قتاله، بالإضافة إلى الدور الغربي في السماح بذلك، دول هذا التحالف عبر مركز مشترك في الرياض «بلاد الحرمين» قررت القيام بدورها في التصدي للإرهاب، ونيابة عن الدول التي «تدعي كرها لداعش». Twitter : @aAltrairi