أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن قمة الرياض الخليجية شكلت فرصة لمراجعة وتقييم مسيرة مجلس التعاون الخليجي بعد 35 سنة من انطلاقه. وقال في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، في الرياض أمس: لقد حرص قادة مجلس التعاون الخليجي في هذا الاجتماع على ترسيخ مفهوم التعاون الحقيقي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية وغيرها من مجالات التعاون المشترك. وأبرز ما تمت مناقشته وإقراره للرؤية الشاملة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس التي أكدت على ضرورة مضاعفة الجهود للارتقاء بأداء أجهزة المجلس لتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا ولاستكمال الخطوات المهمة التي بدأها في إطار التعاون المشترك، قائلا: هذه الخطوات العملية المدروسة تم الإعلان عنها في البيان الختامي بما يشتمل عليه من جدول زمني محدد في التمثيل، وستسعى المملكة في تطبيقها خلال فترة رئاستها للمجلس. وأضاف وزير الخارجية إن القادة بحثوا خلال أعمال القمة وبشكل معمق كافة القضايا والتحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة في إطار تحقيق وحماية دول المجلس التعاون من أثرها، وكذلك المشاركة الفعالة في هذه الأزمات، واشتملت هذه القضايا على القضية الفلسطينية والأزمات في كل من اليمن وسوريا والعراق علاوة على خطر الإرهاب على دول المنطقة والعالم، وضرورة تكثيف الجهود لمكافحته بكافة أشكاله وصوره والجهات التي تقف وراءه. وبين الوزير الجبير أن القادة تعاملوا مع هذه القضايا وفق رؤية سياسية موحدة تجاه الصراعات الإقليمية من أجل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة. من جانبه رفع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الشكر والامتنان لقادة دول مجلس التعاون على توجيهاتهم السديدة ورعايتهم الدائمة وحرصهم الشديد على دفع مسيرة مجلس التعاون نحو الأهداف السامية التي يسعى المجلس إلى تحقيقها تعزيزا للتضامن والتكامل والتلاحم بين دول المجلس وتلبية لتطلعات وآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من التقارب والتعاون الخليجي. وقال الدكتور الزياني خلال المؤتمر الصحفي: لقد كان لقاء القادة كما عهدناهم لقاء أخويا مفعما بالود، لقاء مثمرا وبناء سوف تنعكس نتائجه الطيبة بإذن الله على مسيرة مجلس التعاون وإنجازاته المتعددة. وأشار الأمين العام إلى أن قادة دول المجلس قد أعربوا عن تقديرهم واعتزازهم بما تحققه مسيرة العمل الخليجي المشترك من إنجازات لصالح مواطني دول المجلس، ووجهوا بمضاعفة الجهود والعمل الجاد لكل ما من شأنه تعزيز التلاحم والتضامن والتكامل الخليجي، كما رحب القادة بالرؤية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وأشادوا بما تضمنته من مبادئ طموحة وأفكار بناءة، وكلفوا المجلس الوزاري بمتابعة تنفيذها، في إطار العمل الخليجي المشترك. وحول الملف السوري، تحدث وزير الخارجية عادل الجبير عن مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في مدينة الرياض، والتزام المملكة بدعم السوريين في نيل حقوقهم الشرعية لكي يستطيعوا أن يحركوا العالم من أجل فرض الضغوط اللازمة للوصول الى حل للأزمة في بلادهم، قائلا: إن المؤتمر يهدف إلى توحيد صف المعارضة السورية لتقوية موقفهم للدخول في أي مفاوضات من أجل حل سياسي مبني على مبادئ «جنيف1»؛ يؤدي إلى إقامة مجلس سلطة انتقالي يستلم السلطة ويضع دستورا جديدا ويهيئ لمستقبل جديد لسوريا لا مكان لبشار الأسد فيه، معربا عن أمله أن يؤدي هذا إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا. وعن دعوة دول مجلس التعاون الخليجي إلى الإعداد لمؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون أن المجلس أعرب عن رغبته بأن يكون جاهزا من اليوم الأول بعد تحقيق السلام وبعد اعتماد قرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والبدء في تنفيذها. وأكد الزياني أن ذلك يأتي ضمن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ودلالة على التزام دول المجلس بمساعدة الأشقاء في اليمن. وحول استضافة دولة قطر لمونديال 2022م، أوضح وزير الخارجية، والأمين العام لمجلس التعاون أن بيان القمة كان واضحا في دعم دول المجلس لهذه المناسبة، مشيرين إلى شفافية دولة قطر التي كانت تتصف بها في مسعاها للفوز باستضافة مونديال كأس العالم 2022. وقال وزير الخارجية: «إن دول مجلس التعاون تتطلع لبناء أفضل العلاقات مع إيران، بوصفها دولة إسلامية، وجارة، وذات تاريخ وحضارة وتحظى باحترامنا جميعا، لافتا إلى موقف دول المجلس الثابت فيما يتعلق برفضه التام للدور السلبي الذي تلعبه طهران بالمنطقة، المتمثل في تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في سوريا والعراق واليمن، إلى جانب دعمها للإرهاب». وأكد أن هذه الممارسات لا تسهم في بناء علاقات إيجابية ، آملا التمكن في المستقبل من قيام علاقات مبنية على حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وتمنى أن تغير إيران من سياساتها وأن تشكل جزءا مهما يؤدي أدوارا إيجابية في المنطقة. من جهته، أفاد الأمين العام لمجلس التعاون أن السوق الخليجية المشتركة تأتي في قمة أولويات قادة بلداننا. ولفت إلى أن ضريبة القيمة المضافة موكلة إلى وزراء المالية والاقتصاد، وهناك دراسات وقرارات قدمت عن أفضل طريقة لتطبيق هذه الضريبة من دون أن يكون لها أثر على مستوى المعيشة لمواطني دول الخليج.