كانت الأسرة فيما مضى أساسا في التربية والتنشئة والتعليم، وعمادا يقوم عليه بناء الأجيال متشاركة في ذلك مع المدرسة ودور التعليم بصفة عامة، إلا أنه ومع التطور التقني والمعلوماتي دخلت عليها عناصر كثيرة في طريق التربية ولعل من أبرزها وأكثرها خطرا وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا الجديدة منها التي تلقى قبولا كبيرا لدى الناشئة. حيث يتلقى الطفل الإعلام بعفوية دون إدراك، ويستجيب للتوجيه المضمن في الرسائل الإعلامية دون شعور، بل وأصبح يشارك فيه بلا وعي؛ في تأثير مباشر لمعطياته وتفاعل محفوف بالكثير من المخاطر الدينية والفكرية والثقافية والأخلاقية والمعلوماتية وغيرها. ومع الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس ومصدرا رئيسا من مصادر تلقي المعلومة واستيراد المعرفة ونشر الأخبار، تأتي أهمية التربية الإعلامية التي أصبحت ضرورة ملحة في عصر سيطرت عليه هذه الوسائل على مفاصل المجتمعات. فالبعد التربوي للإعلام سواء كان دينيا أو أخلاقيا أو معلوماتيا أو فكريا لا حدود له، فشاهدنا من نبغ وبرع في العلم والاكتساب المعرفي ووضع بصمة في التطور والاكتشاف والاختراع، إلى جانب ما نسمع من قصص الانحراف الأخلاقي والفكري التي بدأت من وسائل الإعلام الجديد وكانت شرارة لما بعدها من تغيير الفكر ومن ثم تغيير السلوك، فينبغي على المربي أن يشرف على هذه الوسائل ويقنن استخدامها وأن يجعل من استخدامها أدوات بناء فاعلة ومصادر معلومات ثرية، فمتى ما ساء استخدامها تحولت إلى معاول هدم خطيرة ذات نتائج وخيمة. فلا بد من التعامل مع كل وسائل الإعلام التقليدية منها والجديدة بشكل إيجابي والوصول إلى الناشئة وزرع القيم الدينية والثقافية والأخلاقية وتعزيز الثوابت الوطنية والفكرية.