ثمن مؤتمر (الحوار والتعايش السلمي) الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع مجلس الأمناء لموارد الجالية المسلمة في هونغ كونغ في ختام أعماله أمس جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في دعم الحوار الحضاري والدعوة إليه، وتشجيع مبادراته وبرامجه، وحرصها على استقرار العالم وأمنه، وتعزيزها لثقافة التعايش السلمي. وأيد المشاركون في المؤتمر (عاصفة الحزم) التي أعلنتها المملكة والدول المتحالفة معها في التصدي للإرهابيين الحوثيين في اليمن، سعيا للوصول إلى حل سياسي عادل، يحقق لليمنيين والمنطقة الأمن والاستقرار، مشيرين إلى أهمية التعاون في التصدي لظاهرة الإرهاب بموضوعية. وتدارس المؤتمر العلاقة بين شعوب العالم وحضاراته، وما تتعرض له من نكسات، انعكست بؤسا وألما على الملايين الذين أضحوا ضحايا قتل وتشريد في صراعات وحروب تسعى إلى تحقيق مصالح وأطماع توسعية وطائفية، مؤكدين على أهمية التعايش الإيجابي بين شعوب العالم وحضاراته. وأوصى المؤتمر بتأييد مبادرات الحوار الحضاري حول العالم، والاستفادة من الخبرات السابقة، واستثمارها في تعزيز السلم العالمي، وإشاعة ثقافة الرحمة والتعاون على الخير، كما دعا إلى دعم الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تعمل على تعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ القيم النبيلة، والتعاون في مواجهة التحديات. وأوصى المشاركون بتعزيز العلاقات بين المجتمعات الإنسانية ودعم حقوق الإنسان وتأييد حق الشعوب في الأمن والحرية والعدل، والتعاون في تمكين الأقليات الدينية والعرقية، من المحافظة على هويتها الثقافية والاجتماعية، والاستفادة من التنوع الثقافي في بناء مجتمع تنموي على أساس من المواطنة التي يتساوى فيها الجميع. ورفض المؤتمر ما يثار عن الإسلام ونبيه من افتراءات تعبر عن جهل في شريعته وقيمه، واستسلام للأفكار المسبقة المصطبغة بروح العداوة التاريخية، والمندرجة ضمن حملات صدام الحضارات التي تسعى إلى تقويض السلم العالمي. ودعا المؤتمر وسائل الإعلام للإسهام في نشر ثقافة السلام والتفاهم، والتحلي بالمصداقية والموضوعية، والنأي عن الترويج لثقافة العنف والكراهية وإشاعة ما يكدر صفو العلاقات الإنسانية.