أعرب المشاركون في المؤتمر الدولي "الحوار والتعايش السلمي"، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع مجلس الأمناء لموارد الجالية المسلمة في هونج كونج في ختام فعالياتهم أمس، بحضور الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي، والقنصل العام للمملكة في هونج كونج عمر البنيان، عن شكرهم لجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم الحوار الحضاري والدعوة إليه، وتشجيع مبادراته وبرامجه، وحرصها على استقرار العالم وأمنه، وتعزيزها لثقافة التعايش السلمي. كما أيدوا في بيانهم الختامي "عاصفة الحزم" التي أعلنتها المملكة والدول المتحالفة معها في التصدي للإرهابيين الحوثيين في اليمن، سعيا للوصول إلى حل سياسي عادل، يحقق لليمنيين والمنطقة الأمن والاستقرار. المحاور الأربعة ناقش المشاركون في المؤتمر الأبحاث وأوراق العمل المقدمة في محاوره الأربعة الديني والحضاري والتنوع الثقافي في هونج كونج، إضافة إلى القيم الإنسانية في المجتمعات المتعددة ثقافيا، والدين وثقافة التعايش السلمي. وتدارس المؤتمر العلاقة بين شعوب العالم وحضاراته، وما تتعرض له من نكسات، انعكست بؤسا وألما على الملايين الذين أضحوا ضحايا قتل وتشريد في صراعات وحروب، تسعى إلى تحقيق مصالح وأطماع توسعية وطائفية، مؤكدين على أهمية التعايش الإيجابي بين شعوب العالم وحضاراته. واستنكر المؤتمر بشدة الأعمال الإرهابية التي وقعت في بيروت وباريس، مؤكدا أن الإسلام بريء منها. ودعا المؤتمر إلى ضرورة تضافر الجهود في التصدي للإرهاب، وإيقاف الجرائم التي تنتهك ما أقرته الرسالات الإلهية من حق الإنسان في الحياة الكريمة الآمنة.
تعزيز السلم أوصى المؤتمر بتأييد مبادرات الحوار الحضاري حول العالم، والاستفادة من الخبرات السابقة، واستثمارها في تعزيز السلم العالمي، وإشاعة ثقافة الرحمة والتعاون على الخير، كما دعا إلى دعم الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تعمل على تعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ القيم النبيلة، والتعاون في مواجهة التحديات. وأوصى المشاركون بتعزيز العلاقات بين المجتمعات الإنسانية، ودعم حقوق الإنسان، وتأييد حق الشعوب في الأمن والحرية والعدل، والتعاون في تمكين الأقليات الدينية والعرقية، من المحافظة على هويتها الثقافية والاجتماعية، والاستفادة من التنوع الثقافي في بناء مجتمع تنموي على أساس من المواطنة التي يتساوى فيها الجميع. ورفض المؤتمر ما يثار عن الإسلام ونبيه من افتراءات تعبر عن جهل في شريعته وقيمه، واستسلام للأفكار المسبقة المصطبغة بروح العداوة التاريخية، والمندرجة ضمن حملات صدام الحضارات التي تسعى إلى تقويض السلم العالمي، مؤكدين على التعاون في التصدي لظاهرة الإرهاب بموضوعية، ورفض استغلال هذه الظاهرة في التحريض على الإسلام والتخويف من المسلمين، والإساءة إلى رموزه والتضييق على المؤسسات الإسلامية. كما دعا المشاركون إلى إيقاف سباق التسلح، وتخليص العالم من ترسانات الأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية، لما تمثله من خطر بالغ على البشرية، وأن يكون ذلك ضمن معايير عالمية موحدة.