من خلف ما مات.. هكذا قال حكماء العرب ولئن انتقل يوم أمس الأول معالي الأستاذ هشام محيى الدين ناظر إلى الدار الآخرة، فهو لم يمت بما ومن خلف من بنين وبنات وأعمال سيظل التاريخ يشهد له بإبداعها. هشام ناظر رجل متميز وصاحب تاريخ طويل ورائع في الإسهام بالعمل المميز لخدمة الوطن في جميع المواقع التي صدرته الثقة الملكية فيها. وثقة من جلالة الملك فيصل رحمه الله اختاره لتولي مسؤولية إعداد أول خطة للتنمية حيث عينه رئيسا للهيئة المركزية للتخطيط بمرتبة وزير عام 1388ه / 1968م. وقد كانت تلك الخطة بداية الانطلاق نحو التنمية خلال الأعوام الخمسة 1390/1395ه الموافقة 1970/1975م. وبالموافقة على الخطة الأولى للتنمية تقلد عام 1391ه/1971م منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء بالإضافة لعمله رئيسا للهيئة المركزية للتخطيط. وفي عام 1395ه/1975م منحته الثقة الملكية منصب وزير للتخطيط، ومن خلال هذا المنصب وضع الخطط الخمسية للتنمية. ثم صدر الأمر السامي عام 1395ه/1975م بتعيينه نائبا لرئيس الهيئة الملكية للجيبل وينبع بالإضافة إلى عمله، وقد أبدع في بناء أكبر وأحدث مدينتين صناعيتين. وفي أواخر عام1407ه/1986م أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بتعيين هشام ناظر وزيرا للبترول والثروة المعدنية بالنيابة بالإضافة إلى عمله في وزارة التخطيط في فترة من أصعب الأوقات في عالم البترول، وفي فترة لاحقة تم تعيينه وزيرا للبترول وقد قام بإعادة هيكلة وزارة البترول التي بدأ منها إعادة عملية تنظيم بترومين فتم دمج الصناعات المتشابهة في شركات موحدة، فتوحدت المصانع الثلاثة لزيوت التشحيم في شركة واحدة (بترولوب)، وكان لشركة أرامكو نصيبها من هذا التطوير حيث تحولت إلى شركة سعودية بالكامل بإدارة سعودية في 4/4/1409ه الموافق 13 نوفمبر 1988م وأصبح الأستاذ هشام ناظر أول رئيس مجلس إدارة سعودي لهذه الشركة. وفي أواخر عام 1426ه/2005م عين سفيرا للمملكة بالقاهرة. لقد سقت هذا الموجز لسيرة معالي الأستاذ هشام ناظر لتأكيد ما قلته في مستهل كلمتي بأنه صاحب شخصية متميزة وإنجازات رائعة سيظل التاريخ شاهدا بها على ما قدم لوطنه. تغمد الله فقيدنا معالي الأستاذ هشام ناظر بالرحمة والمغفرة وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر وجميل العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة».