فقد الوطن مساء أمس، علما من أعلامه بوفاة هشام محيي الدين ناظر في أمريكا عن عمر يناهز 80 عاما، الذي تقلد وزارتي التخطيط والبترول والثروة المعدنية، واختتم حياته العملية سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في مصر. رجل المهمات الصعبة وعبر عدد من أقارب وأصدقاء الفقيد عن حزنهم العميق لوفاة ناظر، معتبرين رحيله خسارة ل «الوطن»، واصفينه ب «رجل المهمات الصعبة» ، مؤكدين أنه كان صاحب رؤية ثاقبة، أخلص في خدمة وطنه على مدار 4 عقود، ظل خلالها أنموذجا مشرقا في الجد والاجتهاد والعمل الوطني الفعال الذي أبرزته عدة منجزات ساهمت في بناء الوطن، فهو أحد الدعامات الوطنية، حيث اختاره الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ليكون المسؤول عن إعداد أول خطة للتنمية في المملكة، حيث عينه رئيسا للهيئة المركزية للتخطيط بمرتبة وزير في عام 1968 م وكانت تلك الخطة (1970 – 1975 م) بداية الانطلاق نحو التنمية. بصمات لا تنسى وأبدى المهندس صبحي بترجي حزنه العميق قائلا : «كان الراحل من الصعب أن تجد مثل شخصيته، ويعتبر من الرجال المخلصين في هذا البلد، صاحب بصمات راسخة بالمجتمع لا تنسى في كل منصب مر به، سائلا الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وقال ابن ولد عم الفقيد الشيخ عمر طه ناظر المستشار في الشؤون العامة بأرامكوا بالغربية سابقا: «إن هشام ناظر كان تاج بيت آل ناظر، يصل رحمه يتفقد احوالهم، انشأ (صندوق آل ناظر) لمساعدة الشباب على الزواج، ومساعدة اي فرد من الأسرة. سيرة الفقيد ولد في مدينة الرياض وأتم دراسته الابتدائية والمتوسطة بمدارس الفلاح وتلقى تعليمه الثانوي في كلية فيكتوريا بالأسكندرية وحصل على شهادة أكسفورد وكمبردج العامة، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس) ونال البكالوريوس في العلاقات الدولية بمرتبة الشرف الأولى وذلك في عام 1957 م. وفي عام 1958 م حصل على الماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة، ودرجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كوريا وفي عام 1991م حصل على الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وعلى الرغم من أنه أصبح وزيراً للبترول والثروة المعدنية في أواخر عام 1986 م إلا أن علاقته بالبترول قد بدأت قبل ذلك بكثير وبالأصح منذ تخرجه وعودته لوطنه حيث عمل آنذاك في المديرية العامة لشؤون الزيت والمعادن. وفي عام 1971 م، تقلد منصب وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عمله كرئيس للهيئة المركزية للتخطيط. وفي عام 1975 م أصبح وزيراً للتخطيط بعد أن تحولت الهيئة المركزية للتخطيط إلى وزارة، ووضع بالتالي خطط التنمية الخمس للمملكة، وفي أثناء ذلك عين في عام 1975 م نائباً لرئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالإضافة إلى عمله، والتي أنيط بها مسؤولية بناء أكبر وأحدث مدينتين صناعيتين في العالم (الجبيل وينبع) يربط بينهما أنبوبا النفط والغاز لتقوم فيهما صناعات عديدة أصبحت مصدراً مهماً للدخل. وفي أواخر عام 1986 م أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز أمره الملكي بتعيين هشام ناظر وزيراً للبترول والثروة المعدنية بالإضافة إلى عمله في وزارة التخطيط بالنيابة في فترة من أصعب الأوقات في عالم البترول، وقد قام بإعادة هيكلة وزارة البترول التي بدأ منها إعادة عملية تنظيم بترومين فتم دمج الصناعات المتشابهة في شركات موحدة، فتوحدت المصانع الثلاثة لزيوت التشحيم في شركة واحدة (بترولوب)، وتوحدت كذلك أعمال الإنتاج والتسويق والتوزيع والنقل لمصافي التكرير. وكان لشركة أرامكو نصيبها من هذا التطوير حيث تحولت إلى شركة سعودية بالكامل بإدارة سعودية بعد أن صدر نظامها بمرسوم ملكي بتاريخ 4/ربيع ثاني/ 1409 ه الموافق 13/نوفمبر/1988 م وأصبح الأستاذ هشام ناظر أول رئيس مجلس إدارة سعودي لهذه الشركة. وفي أواخر عام 2005 م عين سفيراً للمملكة العربية السعودية بالقاهرة، ومثل المملكة في العديد من المحافل الدولية وشارك في العديد من مؤتمرات القمة الخليجية والعربية، وقد منح هشام ناظر تسعة عشر وساماً من مختلف دول العالم على رأسها وشاح الملك عبد العزيز. يذكر أن الفقيد مكث قرابة خمسة أشهر بالولايات المتحدةالامريكية، ومن المحتمل أن يصل جثمانه إلى المملكة الثلاثاء المقبل. والفقيد شقيق كل من: العميد طيار يوسف «رحمه الله»، عصمت، ناجي، الدكتور عبدالفتاح «رحمه الله»، عبدالحميد، مريم زوجة حامد فايز، وثريا زوجة عبدالجليل بترجي، نجاة زوجة الدكتور سالم مليباري، ليلى زوجة حسين الحارثي، مايدة زوجة الشيخ صالح كامل ووالدة عبدالله كامل ومحيي الدين كامل، ونادية، ووالد كل من: لؤي، طل، فهر، مضر، جواهر، وند.