تمثل قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التي ستعقد غداً في الرياض تظاهرة سياسية دولية كبرى تعكس الدور الإقليمي والدولي الذي تمثله المملكة، والثقل الذي تمثله السياسة الخارجية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتأثيراتها الكبيرة على مجريات كثير من الملفات المهمة والشائكة في العلاقات الدولية. ويشجع الكثير من الخبراء هذا التقارب السياسي والاقتصادي في ظل المواقف الإيجابية لدول أمريكا ال 12 المؤيدة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الحق والعدل وتتويجها ذلك بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. وقبل10 أعوام أثبتت العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في القمة الأولى التي جمعت الدول العربية واللاتينية في البرازيل، وجاء في البيان الصادر عن القمة والمعروف باسم (إعلان برازيليا) التأكيد على قوة العلاقات بين القطبين، وشدد على "حق الشعوب في مقاومة الاحتلال" البند الذي أثار حكومة تل أبيب، وخاصة مطالبة البيان بتفكيك المستوطنات الموجودة على الأراضي الفلسطينية، ومطالبته بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967، ودفع حكومة الاحتلال خلال الأعوام التي تبعت القمة الأولى إلى محاولة تكثيف تواصلها مع الدول اللاتينية لدفعها إلى إعلان تحفظها على مخرجات القمة المتعلقة والمطالبات بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بعد عام 1967، وإزالة المستوطنات بما فيها المتواجدة في القدسالشرقية، إضافة إلى المطالبة بتنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار العزل العنصري، لكن هذه التحركات الإسرائيلية فشلت بسبب متانة العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
ولعل من أبرز مخرجات التقارب العربي الأمريكي الجنوبي الاعتراف بالحكومة الفلسطينية، حيث أعلنت ذلك دول البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور وبوليفيا وباراغواي وأورغواي وبيرو وتشيلي، ما شكل مفتاحًا لدول أخرى إلى أن تحذو حذوها متجاوزة بذلك عدداً من القرارات التي رفضت الاعتراف بدولة فلسطينية على أراضي (1967)، كما عكس إمكانية وقوة التحرك حتى في بعض دول القارة التي يوجد بها لوبي إسرائيلي، ما يؤكد قوة التأييد للقضية.
على صعيد القمة المنتظرة، بدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة منذ يوليو الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وشارك فيها كبار المسؤولين في وزارات الخارجية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وأكدت المملكة خلال الاجتماع جاهزيتها لاستضافة القمة، ولفت السفير أحمد قطان في كلمة له في الاجتماع، إلى أهمية العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية، معرباً عن التطلع لتنمية تلك العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة للوصول إلى أفضل التنسيق والتعاون، متمنياً تحقيق مزيد من التفاهم والتنسيق حول الرؤى والمواقف تجاه القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي. وعبَّر السفير عن الارتياح للتوافق والتقارب في وجهات النظر بين الجانبين تجاه عديد من القضايا والمسائل الدولية، مثمناً المواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية