رغم أن نتنياهو شغل منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ نحو عشرين سنة، وكان أصغر رئيس للحكومة يتولى المنصب حتى ذلك العام 1996، ورغم أنه أيضا يجلس على المقعد ذاته منذ عام 2009، بشكل متواصل، حتى أنه سجل رقما قياسا كواحد من رؤساء الحكومات الإسرائيلية الذين جلسوا على مقعد رئيس الحكومة أطول فترة، رغم كل ذلك، فإن نتنياهو لا يبدي إطلاقا المسؤولية أو اللباقة السياسية التي يفترض توفرها في رؤساء الدول أو رؤساء حكوماتها. يحرص الرجل على أن يبقى على صورته، بل وطبيعته المتطرفة، في كل مناسبة، وحتى لو لم يكن الأمر يتطلب ذلك، بل وحتى لو كان هناك ثمن لذلك، فهو دائما يسعى لأن يظهر في موقف «القائد» الشجاع، الذي يبدع دائما ما هو جديد في المواقف والاقتراحات والأفكار السياسية. يصل الأمر بهدف التحريض على الفلسطينيين، وتحميلهم «وزر» المحرقة، برئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أن يقوم بتزوير التاريخ الذي كتبه اليهود الصهاينة أنفسهم، وما يدعو للسخرية هو أنه قد مر نحو سبعين عاما على تلك الأحداث، فهل ظلت المحادثة بين هتلر وأمين الحسيني سرا طوال كل تلك السنين ولم يستطع أحد سوى هذا الجهبذ - نتنياهو - اكتشافه، من قبل؟ لقد بات من الضروري جدا، عدم الفصل بين القتلة اليهود الإسرائيليين، جنودا كانوا، أو مستوطنين، جنودا أو ضباطا، أو مسؤولين، ويجب ألا يكتفي الفلسطينيون بجمع الأدلة والملفات بحق كل من ارتكب جريمة قتل بحق فلسطيني، وكل من أقدم على حرق فلسطيني، أو تسبب في قطع رزقه بهدم بيته أو حرق محصوله، أو قام باعتقاله وتعذيبه، ولا أن يكتفي الفلسطينيون بالتقدم للعدالة الدولية، وانتظار عقد المحاكمات للقتلة الإسرائيليين، الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم، ويضمون بين صفوفهم المستويات السياسية والعسكرية، بدءا من رئيس الحكومة ووزير الجيش، وأن للفلسطينيين الحق بمقاومة الاحتلال .والاستيطان.