اشتكى عدد من أهالي محافظة رجال ألمع من تجاهل الجهات المختصة لمعاناتهم من السيول، من خلال قيامها بواجبها تجاه درء أخطارها، والسعي بجدية لوضع الحلول المناسبة لتلافي اجتياحها لمساكنهم. وأكدوا أنهم يعيشون حالة من القلق والترقب بشكل يومي، خوفا من الأمطار التي تهطل على بلداتهم وقراهم المنتشرة بالقرب من مجاري السيول على مدار العام. وبين عدد من الأهالي في حديثهم ل«عكاظ» أن سقوط الأمطار على المحافظة يتسبب في احتجاز العديد من الطلاب عن مدارسهم والموظفين عن أعمالهم والأطفال وكبار السن في منازلهم لفترات طويلة. وأكد مفرح محمد عسيري من سكان بلدة شوقب جنوب المحافظة، أن الأمطار والسيول الناتجة عنها تشكل خطرا على الأهالي، إذ ترتفع المياه إلى مستويات عالية في البيوت الشعبية المنخفضة، خصوصا تلك الواقعة داخل مجاري السيول منذ ما يزيد على 50 عاما، مشيرا إلى أنهم طالبوا بنقلهم من هذه المواقع وتعويضهم بأماكن أكثر أمنا، تتوفر فيها كافة الخدمات، مؤكدا أن هطول الأمطار بغزارة على بلدته يتسبب في دخول كافة أسرته في أزمة، خشية تدفق مياه الأمطار إلى منزله الذي يقع بالقرب من الوادي. وأوضح محمد عبدالله آل حاصي من سكان مركز حسوة شرق المحافظة، أنه يسكن في ذاك الموقع منذ سنوات، وقال «نعلم جيدا مدى خطورة الأودية التي تخترق العديد من القرى في حسوة، إلا أن الظروف المادية الصعبة وعدم وجود بديل يضطرنا للبقاء»، مشيرا إلى أنه في حالة هطول الأمطار فإن معظم الموظفين والطلاب لا يتمكنون من الوصول إلى مدارسهم وأعمالهم، وربما يستمر غيابهم لعدة أيام، مشيرا إلى أن السيول سبق أن جرفت العديد من المركبات، وكان آخرها خلال العام الماضي، حينما نجا شاب برفقة عائلته من الموت، رغم أن السيول جرفت مركبته. وأشار آل حاصي إلى أن ما يزيد من مخاطر قرى حسوة، أنها تفتقد لأبسط الخدمات مثل السفلتة والإنارة، وقال «نعيش لحظات من الرعب مع السيول، خصوصا في الليل عندما تنقطع الكهرباء، وحتى مع وجود الكهرباء، لا توجد إنارة للطرق، وهذه معاناة مستمرة لم تحل رغم مطالبة الجهات الرسمية منذ سنوات بحلها». من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي السابق المهندس عادل آل زياد عن وجود توصيات سابقة بدراسة القرى التي تقع في مجاري السيول، وأن المجلس طلب من بلدية المحافظة حصر جميع القرى الواقعة على جانبي الأودية وضمن مجاري السيول، لاعتماد ميزانية مستقلة لها، مشيرا إلى أنها ستكون من ضمن أولويات الطلبات في مشاريع البلدية خلال الأعوام المقبلة. ولفت آل زياد إلى أن منسوب مجاري السيول يرتفع في بعض المواقع المأهولة إلى مستويات أعلى من المنازل أو مساوية لها، وأضاف أنه ليس لدى البلدية الإمكانيات اللازمة لحماية المواطنين من السيول، إلا بتدخل من الجهات ذات العلاقة مثل وزارتي الشؤون البلدية والمالية، مشيرا إلى أهمية منح البلدية ميزانية أعلى من الميزانيات السابقة، خاصة في ما يتعلق بمشروع درء أخطار السيول، مشيرا إلى أن المجلس السابق طالب بميزانية تصل ل70 مليون ريال للمرحلة الأولى من المشروع. «المدني»: ضعوا جدارا وفي سياق متصل، أكد ناطق الدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد العاصمي تهديد السيول للعديد من الأهالي في القرى المترامية على جانبي مجاري السيول في المحافظة؛ ما يشكل خطورة بالغة وكبيرة عليهم في ظل عدم تنفيذ أو استكمال المشاريع الخاصة بتصريف السيول. ودعا الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة أو المغامرة في استحداث مبان في مجاري السيول، مطالبا في الوقت نفسه وضع جدار استنادي للمنازل الواقعة في بطون الأودية، والتي باتت مهددة بالغرق، خصوصا أن عسير تشهد هطول أمطارا غزيرة على مدار العام.