يحبس أهالي رجال ألمع أنفاسهم مع استقبالهم موسم الأمطار، بعدما لم يجدوا حلولا من بلدية المحافظة، تحميهم من أخطار السيول، التي تجتاح منازلهم القريبة من الأودية والمجاري. ويتكرر المشهد سنويا باحتجاز العشرات من موظفين وطلاب وكبار سن ومرضى، ولا أحد يعرف كيفية إنهاء المشكلة من جذورها. ويشرح مفرح محمد يحيى عسيري من سكان بلدة شوقب جنوبي المحافظة، ارتفاع منسوب مياه الأمطار والسيول بما يشكل خطرا على الأهالي، خصوصا للمناطق الواقعة داخل مجاري السيول منذ ما يزيد على 50 عاما، مشيرا إلى أنهم طالبوا بنقلهم من هذه المواقع وتعويضهم بأماكن أكثر أمنا وتتوفر فيها كافة الخدمات، مؤكدا أن هطول الأمطار بغزارة على بلدته يتسبب في دخول كافة أسرته في أزمه حقيقية خشية أن تتدفق مياه الأمطار إلى منزله الذي يقع بالقرب من الوادي. ونفس حالة القلق تعيشها أسرة إبراهيم علي آل طالع من سكان بلدة ثفقي شمالي المحافظة، مبينا أنه سبق وتوجه قبل عدة سنوات إلى بلدية المحافظة وطالبهم بسرعة وضع جدار استنادي على منزله لدرء خطر السيول التي يعاني منها منذ سنين طويلة، ووعدوه بإدراجه ضمن طلبات المواطنين المستحقين لوضع جسور استنادية على منازلهم، وقال: للأسف لم أتوصل إلى نتيجة مع بلدية المحافظة حيث سبق أن راجعتهم لأكثر من مرة ولكن للأسف لم أصل لأي نتيجة، ولا أعلم ما المصير الذي ينتظرني وأسرتي مع أول سيول مقبلة. ويؤكد محمد عبدالله آل حاصي من سكان مركز حسوة شرقي المحافظة الذي يسكن هذا الموقع منذ سنوات، أنه يعلم جيدا مدى خطورة الأودية التي تخترق العديد من البلدات والقرى في (حسوة)، إلا أن الظروف المادية الصعبة وعدم وجود البديل يضطرنا للبقاء في هذه القرى، مشيرا إلى أنه في حالة هطول الأمطار فإن معظم الموظفين والطلاب لا يتمكنون من الوصول إلى مدارسهم وأعمالهم، وربما يستمر غيابهم لعدة أيام، مشيرا إلى أن السيول سبق أن جرفت العديد من المركبات، وكان آخرها خلال العام الماضي حيث نجا شاب برفقة عائلته من الموت، بالرغم من أن السيول جرفت مركبته إلا أنه بفضل من الله نجا الشاب وعائلته من خطر السيول. وأشار إلى أن معظم القرى في محافظة رجال ألمع تقع في مجاري السيول (الأمر الذي يهدد بوقوع كارثة) لا قدر الله، خاصة أن مركز حسوة يفتقد لأبسط الخدمات، مثل سفلتة الشوارع والإنارة، وقال: نعيش لحظات من الرعب والخوف، وتزداد المعاناة في فترة الليل حينما ينقطع التيار الكهربائي، إضافة إلى عدم وجود سيارات تستطيع عبور الأودية عقب نزول الأمطار التي تطمس معالم الطرق في معظم القرى، مضيفا: منذ سنوات ونحن نطالب الجهات الرسمية بإيجاد حل لهذه المشكلة دون أن نصل إلى نتيجة حتى الآن. من جهته، أكد مصدر مطلع بالمجلس البلدي برجال ألمع عن وجود توصيات سابقة من خلال المجلس البلدي السابق، لدراسة القرى التي تقع في مجاري السيول، وطلب المجلس من بلدية المحافظة حصر جميع البلدات والقرى الواقعة على جانبي الأودية وضمن مجاري السيول، لاعتماد ميزانية لها، لافتا إلى أنها ستكون من ضمن أولويات الطلبات في مشاريع البلدية خلال الأعوام المقبلة. وأشار إلى أن منسوب مجاري السيول يرتفع في بعض المواقع المأهولة إلى مستويات أعلى من المنازل أو مساوية لها، مضيفا: ليس لدى البلدية الإمكانيات اللازمة لحماية المواطنين من السيول، إلا بتدخل من الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية، مشيرا إلى أهمية منح البلدية ميزانية أعلى من الميزانيات السابقة خاصة فيما يتعلق بمشروع (درء أخطار السيول)، مشيرا إلى أن المجلس السابق طالب في جلسته الأخيرة بميزانية تصل ل70 مليون ريال للمرحلة الأولى من المشروع. وأكد الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي تهديد السيول للعديد من الأهالي في القرى المترامية على جانبي مجاري السيول في بلدات المحافظة، ما يشكل خطورة بالغة وكبيرة عليهم في ظل عدم تنفيذ أو استكمال المشاريع الخاصة بتصريف السيول. داعيا الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة أو المغامرة في استحداث مبان في مجاري السيول، مطالبا في الوقت نفسه وضع جدار استنادي للمنازل الواقعة في بطون الأودية، والتي باتت مهددة بالغرق، خصوصا أن منطقة عسير تشهد هطول أمطار غزيرة على مدار العام.