تقدم مهندسات «القط العسيري» جدارية في مبنى الأمم المتحددة في نيويورك، بطول 18 مترا بعنوان «بيوت أمهاتنا». وأوضحت التشكيلية فاطمة الألمعي ل «عكاظ» أن «فكرة الجدارية كانت في كثير من النقاشات، وظهرت نتائجها في لقاء أخير للدكتور أحمد ماطر وزوجته أروى النعيمي مع ستيفن ألسكندر، الذين تحدثوا مع زوجي علي مغاوي، المهتم بالتراث في المنطقة الجنوبية، ليبدأ الترتيب لذلك، وحدد الوقت الزمني للإنجاز». وأضافت: «لم يسبق لمثل هذه الجدارية أن عرضت في الأممالمتحدة، والأهم من ذلك أنه لم يسبق للمرأة السعودية المساهمة في العمل العمراني في مثل هذه المشاركات الخارجية، ولكن المرأة العسيرية هي الأساس في إنهاء أعمال العمارة عن طريق تحميلها بالطلاء وبالنقوش، وهذا الفن يعبر عن الذائقة الرفيعة في تزيين المنازل من الداخل، فيتكامل مع الشمل الخارجي للمبنى ليمثل لغة بصرية جمالية عالية المستوى، إضافة إلى ارتباط دلالات مفرداته بالبيئة وحياة ساكنيها». وقالت: «نتوقع من خلال المشاركة بهذه الجدارية أن ينشر هذا الفن، ويلفت النظر إلى الاهتمام بدراسته وتسويقه، خصوصا أنه محل اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، فقد قابل رائدة هذا الفن الراحلة فاطمة أبو قحاص في رجال ألمع قبل عدة سنوات». وبيت الألمعي أن «فن القط يتقاطع مع الفنون التشكيلية الأخرى ولكل صبغته وطرقه، ونتمنى من الأمانات والبلديات أن تقدمه في جداريات ولو موازيا لغيره، ولعل هذا يتطلب إعادة النظر في إنشاء جمعيات للحفاظ عليه ونشره، كما أننا ننتظر الأثر على المستويين الاجتماعي والشخصي بعد هذه المشاركة». وتطرقت الألمعي إلى أثر المشاركة على الثقافة السعودية قائلة: «المملكة ليست خارج إطار الحضور الدولي في التظاهرات التراثية، والهيئة العامة للسياحة والتراث العمراني تعمل جيدا على هذا وبشكل مدروس وشامل لجميع أرجائها وبيئاتها المتنوعة والثرية جدا». وعن دورها في الجدارية، قالت الألمعي: «سبق أن حاولت إنشاء جمعية تهتم بهذه الفنون، ولدي متحف فيه نماذج من أنواعه المختلفة، إضافة إلى الألبسة النسائية القديمة، وقد شاركت من قبل في الأيام الثقافية السعودية في الجزائر، وكذلك في دبي، أما بالنسبة لهذه الجدارية فكان دوري ينحصر في التواصل مع الفنانات وتأمين متطلبات العمل، إضافة إلى مشاركتهن في العمل في الجدارية، واللاتي يعتبرن محترفات وهاويات، بالإضافة لوجود مشاركات من خارج الفريق لقناعة هؤلاء التشكيليات بضرورة إعادة تأصيل هذا الفن ونشره على مستوى عالمي، ورغم أن الدعوة كانت مفتوحة للجميع، إلا أن ضوابط العمل وأهميته كانت تفرض مستويات أداء عالية السقف فتكاملن في الأداء بشكل كبير، خصوصا أن فكرة العمل لها عمق تاريخي، حيث إن المفردات كانت تستدعي أعمالا قديمة جدا، ولكن في حالة فنية عصرية الملمس والتعبير وحديثة الأدوات».