شعر بالنعاس فجأة وهو يقود مركبته بصحبة أسرته على أحد الطرق السريعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكاد أن يفقد حياته ومن معه بعد أن فقد السيطرة على مقود سيارته، بسبب هذا الموقف تمكن الطالب حسن فهد حسن البلوي المبتعث في جامعة كارنيجي ميلون من اختراع جهاز يكشف نعاس السائقين أثناء القيادة، ليجنبهم خطورة الأمر. يقول البلوي الشرارة الأولى التي دعتني للمضيّ قدما في هذا الاتجاه كانت بسبب هذا الموقف المروري الذي كدت أن أفقد فيه نفسي وعائلتي لولا أن منّ الله علي بحفظه لأرواحنا، في ذلك الوقت كنت للتو بدأت في برنامج الدكتوراه في جامعة كارنيجي ميلون، وكان مجال بحثي هو واجهة الدماغ والحاسوب. الموقف الذي تعرضت له دفعني للبحث عن حل لمشكلة النعاس لدى قائدي السيارات، فمكثت مدة أقرأ في الأوراق العلمية والبحثية في هذا الموضوع، فوجدت أن هناك العديد من المقاييس التي يمكن لنا استخدامها لرصد النعاس، من بين هذه المقاييس أن كل الأبحاث أجمعت على أن استخدام المقاييس الفسيولوجية هي الطريقة المثلى لرصد النعاس بأسرع وقت ممكن، وهذا يعتبر أمرا بديهيا لأنه المقياس الأول والثاني هو عبارة عن قياس للآثار الناتجة عن النعاس، مما يعني أن النعاس حدث أصلا، بينما المقاييس الفسيولوجية وخاصة إشارات الدماغ ستسمح لنا برصد النعاس وقت حدوثه. لذلك قررت أن تكون أبحاثي في دراسة الدكتوراة متعلقة في هذا المجال، والتحدي في صناعة جهاز قادر على كشف النعاس لذلك قضيت معظم وقتي في سنة 2014 في البحث في كل الأشياء المتعلقة بهذا الموضوع. من أكبر الصعوبات التي واجهتني في تطوير مشروعي، هو الحصول على دعم مالي لإجراء الأبحاث العلمية، فالدراسات والأبحاث في الجامعات الأمريكية تعتمد على إمكانية توفر داعمين لهذه الأبحاث (حكوميا أو من شركات خاصة)، أضف على ذلك أن الدعم الذي ستحصل عليه سيحد من استخدامك المستقبلي لهذا الاختراع، لأنه سيكون ملكا للداعم والجامعة بشكل حصري. لهذا السبب حاولت أن أسس تعاونا بحثيا ما بين جامعة تبوك وجامعة كارنيجي ميلون، عرضت الفكرة على مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز العنزي، ورحّب بها وأحالني إلى مركز أبحاث شبكات الاستشعار والأنظمة الخلوية، ووجدت أيضا الترحيب من الدكتور الهادي محمد عقون، ووعدني بإمكانية استضافة الأبحاث التي أعمل عليها إلى أبحاث المركز، وعند عودتي لجامعة كارنيجي ميلون، بدأت بتعريف الدكتور عقون على مشرف بحثي لدراسة إمكانية التعاون، حيث أن جامعة كارنيجي تدعم التعاون البحثي مع أي جامعة أخرى، ولكن مضت سنتان تقريبا دون أي رد من مدير المركز، ونأمل أن يتم هذا التعاون البحثي في القريب. ولحسن الحظ دعم برنامج نجوم العلوم يؤهلني للحصول على جميع حقوق الملكية لاختراعي، وهذا كرم سخيّ من البرنامج بالتكفل بجميع التكاليف البحثية والقانونية أثناء مشاركتي في البرنامج، ولكن هذا لا يعني أنني أستطيع أن أكمل أبحاثي في جامعة كارنيجي ميلون دون أن يشاركوني بعض الحقوق، وأتمنى أن أكون سببا في تكوين تعاون بحثي بين جامعة تبوك وجامعة كارنيجي ميلون في القريب العاجل ليس من أجل أبحاثي فقط وإنما لفتح الفرصة لكل طلاب جامعة تبوك أيضا لأن ذلك يخدم توجه حكومتنا الرشيدة في النهضة العلمية.