طالب عدد من أطباء الكلى بضرورة وضع حد لكل من يدعي علاج الفشل الكلوي بالأعشاب، مؤكدين أن هذه الادعاءات باطلة وغير مستندة على دراسات طبية موثقة. وقالوا ل(عكاظ): إن خطوة الشورى في دراسة هذا الموضوع من شأنها أن تحمي مرضى الفشل الكلوي الذين أرهقهم الغسيل الدموي وينتظرون أي حلول علاجية تمكن كلاهم من العمل طبيعيا ودون الحاجة إلى جلسات الغسيل، مع التأكيد على أهمية حملات التوعية عبر كافة الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي. بداية يوضح استشاري الباطنة والكلى مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين، أن المركز سبق أن أطلق عدة تحذيرات لمرضى الفشل الكلوي بهذا الشأن وطالب بالتحقق مع كل شخص يظهر بين حين وآخر ويدعي علاج الفشل الكلوي بخلط أنواع من الأعشاب وهو ما تترتب عليه مخاطر قاتلة تهدد حياة المريض، وكان آخرها مدعي علاج الفشل الكلوي بالصمغ العربي وقد أطلقنا حينها تحذيرات متواصلة في هذا الأمر. ويضيف: أنا شخصيا استقبلت عدة مرضى للفشل الكلوي في عيادتي تناولوا أعشابا مختلفة وكادت حياتهم تدخل في مراحل صعبة وخطرة لولا لطف الله، حيث توقفوا عن الغسيل الدموي استجابة لمدعي العلاج بالأعشاب وفجأة وجدوا أنفسهم في مأزق كبير فعادوا للغسيل مرة أخرى، فلا يوجد أي شيء خارج طب البراهين يقضي على الفشل الكلوي المزمن. وأكد أن هذه الفئة لا تفقه في مشاكل طب الكلى وكل همها الترويج عن نفسها وتسويق الأعشاب على حساب صحة البشر، داعيا جميع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية إلى عدم التفاعل مع هذه الفئة حفاظا على سلامة وصحة مرضى الفشل الكلوي. بدوره يقول استشاري زراعة الكلى والمسالك البولية بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور رضا متبولي: «أتفق مع توجه الشورى في دراسة هذا الأمر، وخصوصا مع توجه بعض مرضى الفشل الكلوي إلى استخدام الأعشاب في غياب الوعي الصحي»، موضحا أن كثيرا من المرضى الذين وقعوا ضحايا انساقوا خلف تلك الادعاءات، وهناك كثيرون أصيبوا بتسمم بسبب استخدام هذه الأعشاب. وأشار إلى أن معظم الأعشاب توصف من قبل غير متخصصين بجرعات عشوائية غير مقننة علاوة على أن تخزينها غير سليم، فتنمو عليها الفطريات التي تفرز السموم الضارة جدا بصحة الإنسان وتسبب أعراضا جانبية خطيرة تؤثر على أعضاء حيوية في الجسم. وحذر أخصائي الأطفال بمستشفى الملك فهد الدكتور نصرالدين الشريف من علاج الأطفال الذين يعانون من الفشل الكلوي ببعض أنواع الأعشاب خصوصا مع غياب الوعي الصحي لدى الكثير من المرضى موضحا ان الفشل لكلوي لا علاج له سوى الغسيل الدموي أو زراعة الكلى. وأكد أن من يروج للعلاج بالأعشاب قد تكون لديه الخبرة بالنباتات وأشكالها وأماكن نموها وليس بمحتواها الكيميائي ولا بالآثار الجانبية لهذه النباتات ولا بآلية عمل هذه الأعشاب، لأن خبرته مكتسبة من المشاهدات وليست معتمدة على تجارب مخبرية ونتائج مبنية على أساس علمي.