الطائف – ماجد الشربي مقطع ترويجي لفوائد الأعشاب شاهده 1.315.060 مشتركاً في «الواتس اب» .. ومطالبات ب»التجريم». استشاريون: الأعشاب فاقمت حالات بعض المرضى وسببت لهم تلفاً في خلايا الكلى وتأثيراً في الكبد. حذر عدد من الأطباء في أقسام الباطنة من ترك المجال مفتوحاً أمام تجار الأعشاب الطبية للعبث في مقومات الصحة العامة. وناشدوا الأجهزة الرقابية بضرورة وضع لوائح تجرّم العابثين في صحة المرضى من خلال الترويج لأدوية عشبية تسببت في زيادة التكلفة العلاجية للمرضى. وتزامن تحذير الأطباء مع حملة توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر فيسبوك « أطلقتها وزارة الصحة للتعريف بخطورة تلك الأعشاب. في مقابل ذلك أطلق تجار الأعشاب حملة مضادة ليثبتوا خلالها تسجيلات لبعض الأطباء يروجون لفوائد الأعشاب لبعض الأمراض. ولعل أبرز مقطع ترويجي للتداوي بالأعشاب ما انتشر في «الواتس اب» وشوهد من قِبل 1.315.060مشتركاً، الذي عرض خلاله طبيب عربي أنواعاً من الأعشاب تغني مرضى الفشل والقصور الكلوي عن اللجوء الى جلسات غسيل الكلى. وكشف عدد من الاستشاريين في أمراض الكلى أن هذه الدعاية وغيرها تسببت في تأخر وصول الحالات التي تعاني من قصور الكلى إلى المراكز المتخصصة، مؤكدين أن الأعشاب تسببت في تفاقم حالات بعض المرضى وسببت لهم تلفاً في خلايا الكلى وتأثيراً في الكبد. خيوط الوهم وأكد المشرف العام على أمراض الكلى في الطائف الدكتور خالد بالبيد أنهم استقبلوا حالات انصرفت لتناول تلك الأعشاب وتركت العلاج قبل أن تعود، وقد فقدت الفرصة الطبية في نجاتها. وطالب الدكتور بالبيد بضرورة مضاعفة الجهود الرقابية من الأجهزة المعنية لملاحقة هذا النشاط التجاري الذي يستهدف صحة المواطن. وقال «ينبغي على كل مرضى الكلى ضرورة الكشف والتأكد من حجم الكلى، فإن أظهرت الفحوصات الطبية أن الحجم طبيعي، فعليه المتابعة لدى المتخصصين لمعالجة الطارئ الصحي، أما إذا كان حجم الكلى غير طبيعي أي حدث له ضمور فإنه يجب أن يتوجه لوحدات الغسيل الكلوي للبدء في جلسات التنقية الدموية ولا يقحم نفسه في خيوط الوهم التي يروج لها، ولكي نحافظ على وضعه الصحي ليتسنى له الاستمرار في العلاج، ولا يوجد حل طبي في مثل هذه الحالة إلا بالزراعة. أما الأعشاب فلم نر له أي فوائد طبية». مضاعفات جانبية وقال استشاري أمراض وزراعة الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي الدكتور محمد علاء صالح «لمسنا انتشار التداوي بالأعشاب من قبل المرضى، خاصة الأمراض المزمنة التى تلازم المريض مدى حياته ومع كثرة الاستخدام ظهرت المضاعفات الجانبية والآثار السلبية على المرضى، حيث إن معظم الأعشاب توصف من قبل غير متخصصين، فتوصف بجرعات عشوائية غير مقننة علاوة على أن تخزينها غير سليم، فتنمو عليها الفطريات التي تفرز السموم الضارة جداً بصحة الإنسان وتسبب أعراضاً جانبية خطيرة قد يكون منها أن يفقد الذى يتناولها عضواً من أعضائه، فأكثر الأعشاب شيوعاً بين العامة من الناس هى أعشاب للتخسيس أو كما يسمونه «شاي للتخسيس» وهو من الأشياء الخطيرة جداً، حيث إن له آثاراً سلبية على الكلى، ويسبب ضموراً فى خلايا الكلى وفى بعض الأحيان قصوراً بوظائف الكلى تنتهي بفشل كلوي مزمن ويحتاج المريض إلى إجراء عملية غسيل الكلى أو زرع كلى، وهناك أنواع معينة من الأعشاب تكون ملوثة بنوع من الفطريات يسبب تليف الكبد، وفى بعض الأحيان يسبب سرطان الكبد، وهذا لسوء تخزينها وعدم العناية بها ووصفها من قبل أشخاص غير متخصصين، وفي أوروبا تم تسجيل حالات أخذت الأعشاب أثناء الحمل، فكان مصيرها فقدان الحمل وحدوث نزيف شديد لهن». طرق عشوائية وأضاف صالح «نحن بدورنا نحذر من تناول الأعشاب، حيث إنها تحتوي على أكثر من مركب من الممكن أن تكون فيها مركبات تزيد من الحالة المرضية علاوة على أن طريقة تخزينها وفحصها بطرق علمية تكون منعدمة تماماً بالإضافة إلى وصفها من قبل أشخاص غير متخصصين. ونناشد الجهات المسؤولة بالتفتيش الدورى على محلات بيع الأعشاب وفحصها من قبل متخصصين وإرسالها إلى المختبرات للكشف عن أي تلوث فطري بها أو تلوث بالمعادن الثقيلة. ونناشد الجهات الصحية والعلمية والجامعات بتقنين استخدامات الأعشاب فى علاج الأمراض ولا نترك وصفها بطرق عشوائية وغير علمية. ويجب على المرضى الذين يتعاطون الأعشاب الخضوع إلى إجراء فحوصها من قبل الجهات الصحية للتأكد من عدم تأثيرها على صحة المرضى. مادة إعلامية د.فيصل شاهين وعلق مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين عن تفشي ظاهرة التداوي بالأعشاب بين مرضى الكلى في الآونة الأخيرة، قائلاً «خلال الأشهر القليلة الماضية لحظنا انقطاع عدد من مرضى الفشل الكلوي عن جلسات الغسيل واتضح لنا بعد البحث عن أسباب انقطاعهم المفاجئ أن هناك مادة إعلامية بثت عبر الوسائل الإعلامية تروج لنوع من الأعشاب يمكن لمرضى الكلى سواءً من وصل منهم إلى حالة الفشل التام أو مَنْ لديهم قصور كلوي، فإن هذه الأعشاب سوف تعيد النشاط للعضو، وقمنا بدراسة ما جاء في المادة الإعلامية وتحليله بشكل علمي، حيث تأكد لدينا أن ما تم طرحه غير علمي وينم عن جهل بالطرق العلمية والطبية في علاج مثل هذه الحالات. وقد كتبنا لوزارة الصحة ولوزارة الثقافة والإعلام ولهيئة التخصصات الصحية نطالب بملاحقة مثل هذا النوع من البث الذي يضر بصحة المريض وملاحقة مَنْ يقوم بالترويج لمثل هذه الدعايات المضللة، كما طلبنا من هيئة التخصصات الصحية بالتأكد من اسم الطبيب الذي بث هذه الدعاية لمقاضاته وإيقافه نظراً لما سببه من ارتباك في أقسام ووحدات الغسيل الكلوي وعيادات الكلى، حيث بدأ المرضى يتخلون عن الدواء ويحملون هذه الأعشاب. تصفية السموم وأشار شاهين إلى أن موضوع انتشار التداوي بالأعشاب ليس أمراً جديداً يظهر على الساحة، فقبل سنوات ظهرت ما يسمى ب «زهرة المدينة» و»الصمغ العربي» كعلاج فعّال لمرضى الكلى، وقد أثبتت التجربة عدم جدواها، فمريض الكلى أمام خيارين طبيين متوافرين الآن إما التنقية الدموية «الغسيل الكلوي أو الزراعة». وتناول تلك الأعشاب لا يخلص المريض من السموم المتراكمة، فقد يحدث للمريض بعد تناول الأعشاب إدرار للبول، ولكن هذا لا يعني أن الكلى قامت بتصفية الدم وترشيحه وهو حقيقة الفشل الكلوي، لأن الكلى تصبح عاجزة عن تصفية السموم. عدم الانسياق وقال الدكتور شاهين إن المركز السعودي لزراعة الأعضاء يحذر جميع مرضى الفشل الكلوي من عدم الانسياق وراء تلك الدعايات الإعلامية والانقطاع عن جلسات الغسيل المقررة لهم لأن هذا يتسبب في تراكم السوائل وارتفاع في السموم ومن الممكن الوفاة. جيوب المرضى وأكد صالح الزهراني – أحد المغرر بهم في موضوع التداوي بالأعشاب – أنه قبل زهاء السنة راجع أحد المستشفيات واتضح أنه يعاني من قصور كلوي حاد، ونصحني الأطباء بالترتيب للبدء في جلسات الغسيل الكلوي إلاّ أنني رفضت ذلك، وصادف أن بعث لي أحد الزملاء مقطع فيديو لأحد الأطباء يتحدث عن بعض الوصفات الشعبية والأعشاب تغني عن اللجوء إلى جلسات الغسيل، على الفور قمت بالسفر إلى مصر مصدر الفيديو وأخذت تلك الأعشاب وأستمررت على تناولها أكثر من خمسة أشهر، وكانت حالتي في كل يوم تزداد سوءاً حتى تم نقلي بشكل عاجل إلى أحد المستشفيات، واتضح أن نسبة السموم قد ارتفعت بشكل كبير جداً، وكادت أعضاء أخرى تفشل لولا فضل الله وتدخل الفريق الطبي بشكل عاجل وإخضاعي لجلسات غسيل مكثفة عادت بعدها السموم إلى حدود مقبولة، ونصح الزهراني مرضى الكلى بأن هذه الدعايات تستهدف جيوب المرضى ولا طائل من ورائها. استعمال الأعشاب دون استشارة طبيب يؤدي إلى مخاطر عدة