تابعت بصمت وترقب المشهد الرياضي بكل تفاصيله، تارة متحسرا وتارة متبسما لحال رياضتنا المتقلب جراء إصابته بالوهن والضعف حتى خارت قواه وخفت بريقه وأصبح يدور في حلقة مفرغة، وأدركت حينها بأنه عندما يهتز النظام تعم الفوضى، ومن يزرع التعصب يجني الضياع.. معادلات تنظيمية خطيرة تم تفعيلها من قبل البعض من أجل مآربهم ومصالحهم ومصالح أنديتهم على حساب المصلحة العامة، بل ذهب البعض منهم للتأثير بها على رياضتنا ومستقبلها وتشويه صور قيادييها لتقودنا إلى مستنقعات يصعب الخروج منها، وففي الوقت الذي كان ينبغي علينا محاربتها بالنظام والوعي، إلا أننا وجدنا أنفسنا مساهمين في تعزيز وتأصيل التعصب الرياضي بداخلنا. وللأسف نحن في الإعلام الرياضي جزء لا نتجزأ من هذه المعادلة الخاطئة، فما يحدثه الإعلام على صعيد منظومة كرة القدم بات أمرا لا يطاق، تغيرات في القيم والمبادئ المهنية واختراقات إعلامية لا يقبلها لا عقل ولا ضمير بسبب الميول. فلم يعد هناك تمييز ما بين ما هو مفهوم ومنطقي وما هو عشوائي وسطحي حتى غدينا في مهب الريح لا نستطيع استعادة توازننا ولا نستطيع حتى الثبات على مواقفنا لكسب احترام المشاهد أو القارئ على أقل تقدير. كل ذلك بسبب تعاطفنا مع الأندية التي وجدت نفسها أمام مأزق كبير وفشل حقيقي متمثل في عدم تأكيد حضورها الميداني، فلا الأهلي قادر على تحقيق الدوري ولا الهلال استعاد الآسيوية ولا الاتحاد تخلص من ديونه ولا النصر عالج قضاياه، والبقية تسير خلفهم كل حسب إخفاقه. فكلنا نعلم جميعا بأن ما يطرح في الإعلام ما هو إلا محاولات بائسة من مسؤولي الأندية لذر الرماد في عيون محبيهم، ودفع بالكرة للعب خارج المستطيل الأخضر أكثر من لعبها داخله لعدم قدرتهم على تحقيق النجاح، وهذا ما جعل منتخباتنا الوطنية تتراجع عالميا وقاريا وحتى خليجيا، فلم نعد نملك تلك المنتخبات القوية في المنافسة. نعم لابد أن نكون شفافين مع أنفسنا واقعيين في طرحنا أمام الرأي العام، فأنديتنا فشلت في تحقيق تطلعات جماهيرها ولم تجد أمامها إلا شماعة اتحاد الكرة لتعلق عليها إخفاقاتها لعل وعسى أن يشفع لها ذلك أمام الجمهور، ولعل ما يزيد الطين بلة هو أن تلك الأندية تجد من يحميها ويزين إخفاقها من قبل إعلام منحاز للميول والمحسوبية.. إعلام نشأ وترعرع في المدرجات وليس في الجامعات، فكثير من قضايانا الرياضية التي تناولتها وسائل الإعلام تثبت ذلك، كقضية عبده عطيف التي كشفت المستور لمهنية تحتضر، مما شجع الأندية على التمادي في العبث بمستقبل رياضتنا. بالتالي لا غرابة في بحث تلك الأندية عن اتحاد الكرة لتتسلقه هربا من واقعها على اعتبار أنه الجدار القصير في المنظومة، فلا إعلام يدافع عنه ويتستر على أخطائه ولا جمهور يسانده، لذا لا يوجد طوق نجاة من كوارث الأندية إلا تدخل من رئيس اللجنة الأولمبية لحماية اتحاد الكرة من هيمنة الأندية والإعلام الموالي لها، أو نقول على رياضتنا السلام.