منذ سنوات وأنا أكتب محذرا من التعصب الذي ينخر في الوسط الرياضي ويغذيه إعلام المشجعين المتعصبين، لكن لا حياة لمن تنادي، فلا الرئاسة العامة لرعاية الشباب فعلت شيئا للحد من ظاهرة التعصب وتخفيف أثره الفتاك بالشباب، ولا اتحاد كرة القدم فعل شيئا لتحجيم المتعصبين ونزع أسباب التعصب، ولا وزارة الإعلام تدخلت لخفض صوت المتعصبين العالي! ربما كنت أطرق دائما الباب الخطأ، فمن الواضح أن علة الوسط الرياضي منه وفيه، وأن التعصب لا يفتك بالشباب في المدرجات بقدر ما يفتك بالشيوخ في أروقة المكاتب، أما الإعلاميون المتعصبون فلم يكونوا ليجدوا فرصة لممارسة التشجيع عبر إعلام لولا أنهم وجدوا أبوابا تفتح لهم وجسورا تمد أمامهم! ومن الواضح أن أي حديث عن التعصب، ليس إلا صراخا في وادٍ سحيق لا صدى له، واللجوء لبعض المسؤولين عن الرياضة طلبا لإنقاذ الرياضة من المتعصبين هو كالمستجير من الرمضاء بالنار، فمن الواضح أن بعض المسؤولين أشد تعصبا من المشجعين! ليس عيبا أن يكون لك ميولك وأن تشجع ناديك المفضل، بل وأن تتوشح ألوان فريقك عندما يلعب، لكن العيب كل العيب أن يطغى ذلك على مهنيتك في أداء مسؤوليات وظيفتك! كنت أظن أن إصلاح الرياضة يبدأ بالمدرج، لكن تأكدت الآن أنه يبدأ بالمكتب، وبالكبار قبل الصغار!.