استبشر الجميع بزيارة وزير الصحة إلى مستشفى صامطة العام وعلى رأسهم موظفو المستشفى الذين يزداد فخرهم يوما بعد يوم لأنهم يتفانون في خدمة وطنهم وأبنائه، وكذلك تشققت بالابتسامة أفواه المواطنين لظنهم أن مشفاهم ستحدث به نقلة نوعية كون الوزير قدم خصيصا لأجل زيارة هذا الصرح. وعند وصول الوزير كان الجميع ينتظر القرارات التي من شأنها أن تخطو بالمستشفى نحو مستقبل مشرق، وإذا به يأمر بالعمل كما كان سابقا لا أكثر! هل هذا هو ما شد من أجله الرحال؟ أم أن قرارا مثل هذا يلزم له زيارة طارئة ومعاينة على أرض الواقع كي يتم اتخاذه؟ وما يزيد الطين بلة أن هذه الزيارة استغرقت عشر دقائق فقط ربما زادت أو نقصت قليلا. فهل كانت كافية لسبر أغوار كل المشاكل وإصلاح الخلل وتضميد أروقته المتهالكة ومعرفة عدد الكادر الصحي والسعة السريرية والأجهزة الطبية ونواقص الأقسام وحل مشكلة امتناع الكادر الأجنبي عن العمل في المستشفى؟ لم يكلف معالي الوزير نفسه بالاجتماع برؤساء الأقسام حتى يقف على الحقيقة بعينها ومعرفة الداء كي يسهل الدواء. فإذا كان سيكتفي بالتقارير المنمقة من الشؤون الصحية وبالإجابات المعروفة مسبقا من إدارة المستشفى، فلم يكن عليه سوى رفع سماعة الهاتف واتخاذ الإجراءات! سيدي الوزير: إذا أردت الوقوف على مكامن الخلل اسأل كبير السن الذي ينتقل من مستشفى إلى آخر لعدم وجود جهاز طبي أو لعدم توفر الطبيب في تخصص ما. أو اسأل المرأة التي تجوب غرف ولادات المنطقة ولا تجد سريرا وتعاني مرارات الألم ومن الممكن أن تلد في السيارة. اسأل معظم مراجعي المستشفيات الكبرى سواء في الرياض أو جدة ستجدهم بكل تأكيد من أبناء منطقة جازان. قم بعمل إحصائية لمرتادي المستشفيات الخاصة في عسير، جدة أو الرياض ستعلم أنهم من أبناء جازان. وهلا سألت عن التعداد السكاني لمنطقة جازان والمساحة الجغرافية مقارنة بالعدد الكلي للأسر والعدد الخاص بالأطفال. المنطقة يا سعادة الوزير، تحتاج دراسة جادة لاحتياجاتها.