في أمريكا رفض ناشط وكوميدي اسمه «روسل براند» أخذ مبلغ عشرين مليون دولار من ثروة زوجته بعد طلاقهما حسب قانون تقسيم ثروة الزوج الغني مع الطرف الذي بلا مدخرات وفي هذه الحالة الزوجة هي الطرف الغني الذي كسب عشرات الملايين أثناء فترة زواجهما بينما الزوج هو الطرف الذي لا مدخرات لديه ولهذا كان حقه حسب القانون أخذ نصف ثروة زوجته، أين واقع كثير من الأزواج في السعودية من هذه النخوة والمروءة وتحديدا في قضايا الخلع التي تمثل 20 بالمائة من قضايا الطلاق في المحاكم السعودية، وفي مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي يعد الطلاق ناهيك عن الخلع وصمة صعبة لأبعد الحدود على المرأة، ولهذا فالزوجة لا تلجأ للخلع إلا في حالات قاهرة، وغالب أسباب الخلع هي لانحراف الزوج وإدمانه وغيرها من الأسباب التي تستوجب الطلاق للضرر، لكن الزوج يتعنت، روى ابن ماجة في خلع زوجة ثابت بن قيس أنها أتت للنبي وقالت إنها لا تعيب على زوجها خلقا ولا دينا لكنها تبغضه، فقال لها: «أتردين عليه حديقته؟ المهر الذي أعطاه لها قالت: نعم. فأمره النبي أن يأخذ منها حديقته ولا يزداد». فالأصل رد المهر بعينه ويمكن للزوج عدم المطالبة بكامل المهر، لكن حاليا تحولت المطالبة المالية للزوج في الخلع لنوع من الابتزاز المخزي، حيث يطالب الزوج بمبلغ أكبر بكثير من المهر ويفوق طاقة الزوجة على سداده خاصة عندما تكون غير عاملة ولهذا تضطر الزوجة لتسول المبلغ واقتراضه، وعندما تعجز عن سداده قد يكون مصيرها السجن حتى تسدد لزوجها المبلغ الذي ابتزها به، وتصير عليها وصمة عار أنها «خريجة سجون»، وقد ينتشر في نميمة المجالس الزعم أن سبب سجنها هو تورطها في سلوك لاأخلاقي وهذا يجعل من المستحيل عليها أن تتزوج مجددا من زوج صالح، وهناك من الرجال من اتخذها حرفة حيث يتزوج النساء ويحول حياتهن لجحيم لا يطاق بالإضافة لكونه عادة من أصحاب السلوك المنحرف والإدمان حتى يضطرهن لطلب الخلع ويبتزهن أمام القاضي بمبالغ كبيرة زائدة على المهر، وهكذا يحصل على ثروة من كل زوجة دمرها نفسيا وحول حياتها وحياة أطفالها إلى جحيم لا يطاق. قال المفسرون في تفسير (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) هو الميثاق الذي أخذه الله على الرجال في قوله (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).