استطاعت العديد من المدن والمحافظات تحويل بوصلة السياحة من النطاق الخارجي إلى الداخلي وذلك بعدما وفرت برامج وفعاليات صيفية استحوذت على اهتمام السياح وجذبت أنظار الزوار إليها من مختلف المناطق. ورغم السلبيات التي ترافق السياحة الداخلية كارتفاع الاسعار وتباينها في بعض المواقع السياحية الا ان شريحة كبيرة من المواطنين فضلت قضاء الاجازة ما بين مدن المملكة على السفر الى الخارج. ويقول أحمد هزازي «يفضل العديد من المواطنين قضاء الاجازة في تركيا ومصر والامارات والمغرب نظراً لاعتدال أجوائها وتنوع البرامج والعروض السياحية فيها وتناسب الاسعار لجميع الطبقات الاجتماعية، ومع ذلك تظل الكثير من الأسر تفضل الانتقال بين مدن المملكة خاصة السياحية منها او التوجه إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة مفضلين ذلك على السفر لخارج البلاد لعدة أسباب من أهمها زيارة الأقارب. وذكر طلال النجمي بأنه يفضل زيارة جازان كونها منطقة هادئة تتميز بنظافة شواطئها وهدوئها وطيبة أهلها وبساطتهم لذلك يفضل السفر إليها وينوي قضاء إجازة العيد بين ربوعها، مشيراً الى ان من الأسباب التي تدعو للسفر للخارج هي ارتفاع أسعار المواقع السياحية والمنتجعات في الداخل بحيث أنه بإمكان المواطن السفر للخارج وما ينفقه من مبالغ للتنزه داخل الوطن يستطيع أن ينفقه في عشرة أيام وأكثر خارجه . ويؤيد المعلم عطية الزهراني السياحة الداخلية ويحرص على التنقل بين مدن المملكة في كل اجازة . وقال استغل مواسم الاجازات الصيفية في السياحة داخل الوطن واستكشاف مواقع حديثة وزيارة أقاربي ومعارفي خارج مدينة الرياض حيث اقطن. واضاف قبل انتهاء الاجازة احرص على التوجه الى مدينة جدة حيث تسكن والدتي وزيارة مكة حيث سكنى بقية عائلته. مفضلاً قضاء ما يتبقى من الاجازة متنقلا بين مدينة مكة و جدة فهناك مناطق تعتبر سياحية تختلف عن باقي المدن. من جانبه قال مدير عام شركة سياحية متخصصة في تنظيم الرحلات الداخلية فيصل خليفة بأن المملكة وفي المواسم والإجازات لا تكاد تجد منطقة تخلو من المهرجانات فهناك رالي حائل ومهرجانات المنطقة الشرقية ومهرجان ابها وموسم قطف الورد في الطائف ومهرجان التسوق في جدة وكل هذه المهرجانات لا تزال في ازدهار وأقيمت بقصد جذب المواطنين وللرفع من شأن السياحة داخل الوطن. معلقاً على من يفضل السياحة خارج الوطن بحجة ارتفاع الأسعار في سياحة الداخل بقوله بأن هذه الكلام مجرد احتمالات خاطئة لم تخضع لدراسة أكيدة و أن المهرجانات التي تقام وباقي الوجهات السياحية والفنادق كلها تخضع تحت مراقبة المختصين في الدولة تشملها المراقبة على الأسعار وتوفر الخدمات بما يتناسب مع احتياجات المواطنين . وتشير سيدة الأعمال ومالكة مؤسسة لتنظيم المهرجانات عائشة نجمي إلى أن المهرجانات والاحتفالات الكبيرة تنشط في مواسم الإجازات خاصة في الأعياد بدعوة جذب المواطنين للسياحة داخل البلاد وإعطائهم فرصة للبقاء في الوطن والتنزه في ربوعه أفضل من السفر للخارج. مؤكدة إلى ان التنزه داخل البلاد يعد ثقافة عالية يحملها المواطن لإيمانه بالوطنية وبأن الحرص على السياحة في الداخل أفضل من السياحة الخارجية حيث إن ما ينفق في خارج البلاد من المليارات وطننا أولى به. وتنصح المسؤول الإداري بأمانة العاصمة ثريا بيلا المواطنين بأن يحرصوا على أسرهم والبقاء داخل وطنهم حيث لا ينقصه أي وسيلة من وسائل الترفيه أولا ثم لما يتمتع به الوطن من أمن وأمان لا نجده في أي بقعة في العالم خاصة مع الظروف السياسية الراهنة.