يفضل خالد سعيد قضاء الإجازات الدراسية مع أسرته خارج المملكة بدعوى أنها لا تكلفه كثيرا، مقارنة بقضائها داخل المملكة، فضلا عن المتعة والفعاليات التي يعيشها هناك، مبينا أن بلادنا تحظى بكثير من المقومات السياحية التي تجعلها مقصدا لكثير من الزوار، إلا أن جشع التجار وأصحاب المرافق السياحية مثل الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات الذين يبالغون في إيجاراتها، يدفعهم للتوجه إلى الخارج، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل لضبط الأمور لدعم السياحة الداخلية. بينما أعرب هشام جباري عن قلقه من المعاناة التي يصطدم بها سنويا المتمثلة في جشع عدد من ملاك الفنادق والشقق والشاليهات السياحية برفع أسعار الإيجار بطريقة مبالغة فيها، وترهق ميزانيته، مبينا أن إيجار تلك المرافق داخل المملكة يصل لأضعاف نظيراتها في الخارج، مع غياب الخدمة المتميزة والتعامل الراقي اللذين نفتقدهما في السياحة الداخلية. وأشار إلى أهمية دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في الرقابة المستمرة على راحة السائحين وتلبية احتياجاتهم بما يتناسب مع قدراتهم، مستغربا قلة المتابعة على الرغم من محدودية الوقت، وارتفاع أسعار الأماكن السياحية بالرغم من أنها لا تستحق هذه المغالاة مقارنة مع جودة الخدمة وجمال المكان. وقال: يجب أن تكون لهيئة السياحة بصمة في جذب الزوار للمناطق السياحية في المملكة، فالسائح السعودي مستهدف من قبل العالم بأكمله وخير شاهد على ذلك كثرة المكاتب السياحية المنتشرة في جميع مناطق المملكة وأيضا الإعلانات المختلفة الجذابة في مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك المزايا التي يحظى بها السائح في الخارج ويفتقدها في وطنه. إلى ذلك، أفاد إبراهيم عبدالله غبين أن كثيرا من الأهالي يخططون للإجازة كما يجب، مبينا أن هناك من يفضل السياحة الداخلية لظنهم بأنها أوفر وأسهل، بينما يختار البعض الآخر السياحة الخارجية لما فيها من متعة ورؤية كل ما هو جديد، وإن كان ذلك مكلفا بعض الشيء. وألمح إلى أن أسعار السياحة الداخلية في ازدياد غير مبرر في ظل انعدام الرقابة من جهات الاختصاص، ما يضطره لاختيار السياحة الخارجية لتقارب التكاليف، متسائلا بالقول: لماذا لا تكون هناك رقابة شديدة على السياحة الداخلية لكي لا أضطر للسفر خارج وطننا الحبيب؟. وطالب أحمد ماطر هيئة السياحة بالتصدي لظاهرة غلاء الأسعار في مواسم الإجازات، مبينا أن دعم السياحة الداخلية يقتصر فقط علىى مهرجانات مكررة لا توافق تطلعات المواطنين، وليست هناك مهام واضحة تتابع الغلاء المبالغ فيه للفنادق والمتنزهات والمنتجعات، لافتا إلى أنه في حال أردنا أن نجذب المواطنين للسياحة في وطننا علينا البدء بتنفيذ عقوبات رادعة أمام جشع التجار، وعلى البلديات وهيئة السياحة توفير أماكن تتناسب مع إمكانيات هذا البلد وطموح مواطنيه وقاصديه. ووصفت وئام عبدالله بامطرف غلاء الأسعار بالشبح الذي يلاحقهم، مبينا أن هناك من يفضل قضاء الإجازة في مكان بعيد جدا عن زحمة المدينة، ملمحا إلى أن الاستغلال الذي يمارس التجار في الداخل دفع السياح للتوجه للخارج. وأفادت بامطرف أن الغلاء يبدأ من الفنادق والمطاعم والتسوق، حتى مكاتب حجوزات الأماكن السياحية التي تعتبر من أهم العوامل الترفيه، مبينة أن من أهم أسباب تصاعد السياحة الخارجية، هو حجم الفعاليات الناجحة التي تتناسب مع جميع الاجناس والاعمار. وقالت سيدة الأعمال منال خياط: على الرغم من حرصي على استغلال الإجازات القصيرة في تلبية بعض الدعوات والمناسبات، إلا أني دائما ما أصطدم بغلاء الأسعار في المطاعم أو الأماكن السياحية، موضحة أن أسعار المنتجعات في نهاية الأسبوع ما بين 3000 إلى 4000 ريال، أما في الإجازة فتصل إلى 20000 ريال. وتساءلت بالقول: لماذا لا نجذب السياح إلينا؟، مثلا في إقامة الأنشطة المختلفة في جميع مدن المملكة مثل، جدة، والرياض، والدمام، والمدينة، وجازان، وأبها.. وغيرها من المدن، بعمل برامج سياحية لتلك المدن، التي تتميز كل منها بتراثها وحضارتها وشواطئها الساحرة وجبالها الخلابة وأجوائها الآسرة.