طالب عدد من المثقفين والأدباء اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب الدولي في جدة المقرر انطلاقته في غرة ربيع الأول المقبل على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية بالخروج من التقليدية الى الشمولية في «كتاب جدة» وأن يكون ذا بعد ثقافي وأدبي بعيدا عن البيع والشراء وانحصاره في متاجرة الكتب، مؤكدين على أن إثراء المعرض في الوقت الحالي يحتاج إلى فعاليات وبرامج ثقافية وأدبية. رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي قال «أتمنى أن يجتاز معرض الكتاب مجرد أن يكون بيعا وشراء فذاك أمر تضطلع به المكتبات، ولكن يجب أن يرافقه جملة من الفعاليات الثقافية والفكرية والحوارية ليكون تظاهرة ثقافية يجد فيها الزائر قدرا من التنوع الذي ينشده، وأتوقع أن الجهات المسؤولة عن المعرض تسعى إلى ذلك وتحرص عليه وتخطط له، وسيكون نادي جدة الأدبي معينا ومساندا وسيسهم في كل منشط يخدم التظاهرة، ويلبي طموح زوار هذه المدينة الجميلة». أما الكاتب الدكتور عائض بن سعيد القرني فقدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة والأمير مشعل بن ماجد محافظة مدينة جدة على حرصهم لإقامة المعرض على عروس البحر الاحمرجدة ولمدة خمس سنوات قادمة، وقال «لقد أسعد خبر هذا المعرض كافة شرائح المثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب، ولا غرو في ذلك فسمو الأمير خالد هو صاحب المبادرات الثقافية والفكرية المعروفة على مستوى العالم العربي». وأضاف «عندما نتوقف مع هذه التظاهرة الثقافية نعلم جيدا أن معارض الكتاب تشكل جانبا تنويريا ومشرقا في البناء التنموي والحضاري للشعوب، وأن الحرص على إقامتها ينم عن وعي فكري وحضاري لإنسان ذلك البلد لما تحتضنه من فعاليات ومظاهر معرفية، فمن المسلم به أن معرض الكتاب ليس مجرد مستودع من الكتب لغرض الاقتناء، فقد تجاوزنا هذا المفهوم منذ أمد بعيد، بل أصبحت المعارض الدولية للكتاب في تنافس ملحوظ من حيث التنظيم وتنوع الفعاليات الفكرية والثقافية كونها أصبحت مزمنة وفق جدولة يشرف عليها اتحاد الناشرين العرب». وزاد «من هنا فإن التطلعات والآمال أن يحظى معرض جدة الدولي للكتاب بعد هذه الغيبة الطويلة بما يليق بمدينة جدة من رعاية وتنظيم وإشراف متمثلا ذلك في مساحات المعرض، فالمعروف أن عدد السكان والمقيمين من المثقفين وطلاب التعليم العالي والعام والفني في مدينة جدة عدد ضخم، فضلا عن الزائرين لها من كافة مناطق ومحافظات المملكة المختلفة، فينبغي أن يؤخذ في الحسبان، توافر مساحات كافية لمواقف السيارات، وسعة الممرات من وإلى المعرض، وانسيابية حركة المرور في الأماكن المجاورة للمعرض بالاستعانة بطبيعة الحال بالجهات المختصة، فطالما عانينا في معرض الرياض الدولي للكتاب من هذه المشكلة على الرغم من الجهود الكبيرة في هذا الشأن هناك إضافة الى تشكيل اللجان المختلفة المسؤولة عن المعرض وفق الكفاءات والقدرات بعيدا عن المحسوبيات والمعارف غير الكفئة، وإشراك شريحة الشباب الواعي بالقدر الكبير في ذلك والاهتمام بالبرنامج الثقافي المصاحب من حيث التنوع والقيمة، فلدينا عشرات المفكرين والمبدعين والكتاب، يمكننا أن نستثمرهم في إقامة الندوات والأمسيات الإبداعية والمحاضرات والمناظرات بما يرضي شرائح المجتمع المختلفة والجدية في مراقبة أسعار المعروض من الكتب، فطالما شكا الزوار من اختلاف وارتفاع الأسعار، حبذا أن تستخدم التقنيات الحديثة و «البركود» في ذلك، فهي تضبط الأسعار للجميع. ووجود مكتب خاص بشكاوى الزوار في هذا الشأن أمر مطلوب اضافة الى ضرورة توفر مساحات كافية للاستراحة داخل المعرض، وتقديم المشروبات والأغذية الخفيفة للراغبين بالتعاقد مع مؤسسات مؤهلة لذلك. فبعض الزوار يقضي وقتا طويلا في المعرض ويحتاج للاستراحة وتقديم مكاتب للخدمات تساعد الزوار في حمل مقتنياتهم من الكتب، بصورة وافرة وكافية فيما تمنى الدكتور يوسف العارف ان يتعرف على اعضاء اللجنة التنفيذية للمعرض واللجان المنبثقة وأن يشارك المثقفون في جدة في رسم السياسات واقتراح البرامج والفعاليات وأن يستفاد من تجارب معرض الرياض ونجاحاته. وأن يخصص أيام للنساء وطالبات المدارس والجامعات. وأن يكون الإشراف على اسعار الكتب في أعلى المستويات. الإعلامي عبدالله الدوسي رئيس اللجنة الإعلامية بنادي جدة الأدبي الثقافي قال «معرض جدة الدولي للكتاب جاء للتحريك المشهد الأدبي والثقافي في منطقة مكةالمكرمة خاصة والمملكة عامة، وأتمنى أن يستفيد معرض جدة للكتاب من تجارب معرض الرياض حيث كان لمعرض جدة أهمية كبيرة للناشر العربي وللقارئ السعودي وله مكانة ثقافية مهمة في المشهد الثقافي على المستوى العربي». وأضاف الدوسي «أتمنى من إدارة المعرض أن يفتحوا مساحة كبيرة لمشاركة الأندية الأدبية من خلال الأجنحة الكبيرة لها ومشاركتها في البرنامج الثقافي للمعرض لما يجعل من دور هذه الأندية مشاركا حقيقيا.