كشف مرشد المشاريع في صندوق المئوية بالمنطقة الشرقية حسين العبكري عن صدور العديد من الموافقات على تمويل المشاريع خلال الأشهر الماضية من قبل الصندوق بمبالغ تراوحت بين 50 ألفا إلى 400 ألف ريال، مشيرا في الوقت ذاته لدخول بعض من أصحاب تلك المشاريع في قائمة المدينين قبل بدء عمله التجاري نتيجة صرف تلك المبالغ في أمور تخالف مشروعه. وشدد في حديثه على أهمية الاعتناء بدراسة جدوى المشروع؛ كونها أحد الأسباب الرئيسية التي تدعم ملف التمويل مستعرضا في حديثه الموافقة على تمويل نحو 19 مشروعا في القطيف خلال الفترة الماضية. وأضاف: عملية التمويل يمكن الحصول عليها من الصناديق التمويلية الحكومية أو البنوك التجارية التي غالبا تسارع إلى تقديم التمويل اللازم في حال توافرت أسباب النجاح. وأشار إلى أن البنوك تحرص على قدرة صاحب المشروع من السداد، منتقدا في الوقت نفسه تسرع بعض الشباب في الحصول على التمويل لمشاريعهم، وقال: البنوك لا تمنح الثقة لطالب التمويل بسرعة بل تحتاج إلى فترة زمنية لدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالمشروع وتقييم عدة أمور منها إمكانية السداد، والمصروفات، والإيرادات إلى جانب رصد إمكانيات المشروع نفسه. وركز في حديثه على أهمية ألا يمتعض الراغب في التمويل من حصوله على أقل من السقف الذي وضعه، مضيفا: إذا كان صاحب التمويل يرغب في الحصول على مليون ريال بينما منحه البنك مبلغا أقل، فعليه أن يوافق على ذلك في المرحلة الأولى لأن البنوك تحرص على طلب الميزانيات السنوية مدققة من مكاتب محاسبة قانونية، وهذا ما يفتقره الكثير من الشباب بداياتهم نتيجة عدم وجود موظف يشغل وظيفة محاسب لديهم، لذلك تتخذ البنوك كل الأمور التي تحميها من مخاطر العجز عن السداد. وأوضح أن الجهات التمويلية ومنها البنوك تنظر للمؤسسات الفردية بنوع من القلق، نظرا لارتفاع مستوى المخاطرة فيها، باعتبار أن البنوك تحاول تجنب تمويل المؤسسات الفردية لأن موت صاحب المؤسسة أو إصابته سيؤدي إلى وقف النشاط بشكل كامل نتيجة اعتماد المشروع على شخص واحد بخلاف الشركة أو الشركة المساهمة أو الشركة ذات المسؤولية المحدودة. وذكر أن عملية التغلب على التمويل ليست صعبة في الوقت الراهن، كون هناك عدة جهات تمويلية حكومية تشترط أن يكون الشاب سعودي الجنسية ولا عمل لديه، ولا يمتلك سجلا تجاريا، مشيرا إلى أن تلك الصناديق تمنح قروضا تصل إلى 400 ألف ريال، لافتا إلى أن الصناديق التمويلية الحكومية تولي أهمية بالغة لتوفر ضمانات السداد والميزانيات الخاصة بالمصروفات والايرادات. وأكد أن غالبية المشاريع الممولة من صندوق المئوية تكون ناجحة، بسبب وجود بعض الاشتراطات التي من بينها ضرورة الاشتراك في دورة «كيف تبدأ مشروعك الصغير»، وطرق وضع دراسة الجدوى مع تطبيق تلك الدراسة عمليا. وأشار إلى أن مثل هذه الأمور تشرح كيفية التفاوض مع البنوك، وجهات التمويل، وإجراء عمليات الصرف، مضيفا: صندوق المئوية لم يعد يصرف المبالغ نقدا بخلاف إذ يتم حاليا إصدار شيكات للجهات المتعاقد معها للشراء سواء تأثيث أو غيرها من الشركات الأخرى، بالإضافة إلى تخصيص موظف يتابع المشروع ويقدم النصائح من أجل تفادي الوقوع في الأخطاء. وانتقل في حديثه إلى صندوق التنمية الصناعي بقوله: الصندوق يقدم قروضا للمشاريع الصناعية بقيمة تتراوح بين مليون ريال إلى 20 مليون ريال بالنسبة المشاريع المتوسطة، ويقدم تمويلا للمشاريع الفردية ذات رأس المال المتواضع، من خلال تقديم التمويل بضمان المشروع، لافتا إلى أن الدولة عمدت إلى رفع رأس مال المشروع لتمويل المشاريع الصناعية. وحول أبرز التحديات التي قد تواجه شباب الأعمال، قال: أبرزها يتمثل بعض الإجراءات النظامية لكن هناك من يتصور بأن برنامج «نطاقات» قد يكون عقبة للشباب، وهذا غير صحيح. العبكري لفت إلى أن المرحلة السابقة اتسمت بالمنافسة الشرسة بين العامل الأجنبي والعامل السعودي في ظل صعوبة السيطرة على العامل الأجنبي بسبب بعض الإجراءات، مؤكدا على على أهمية توفر العديد من العناصر حتى يكون شاب الأعمال ناجحا، منها الإرادة، والإصرار، والعزيمة، والمجازفة، والحماس الايجابي، مشيرا إلى أن المعطيات المكملة لبروز رجل الأعمال تتمثل في فكرة المشروع ودراستها مع أهمية ملائمة الفكرة لسوق العمل.