اتفق عدد من الشبان والشابات الجامعيين على أهمية تحصين العقول من مخاطر بعض المواقع المشبوهة التي تروج لنفث سمومها للفكر المتطرف الذي يزج بمن يتبعه في الهاوية، مؤكدين على أهمية الإحساس بالمسؤولية الوطنية عبر التبليغ عن المواقع المشبوهة على الشبكة العنكبوتية مع تفعيل دور المؤسسات التربوية والأسرية في التوجيه المستمر، ومتابعة الأبناء لما يقرأون ويشاهدون ومناقشتهم لأن مبدأ الحوار أحد السبل الكفيلة بالقضاء على الأفكار المتطرفة. يقول الشاب إبراهيم حكيم من جامعة طيبة: «وسائل التواصل تلعب دورا مهما في فئة الشباب خاصة ومنها الإنترنت، فالكثير من أصحاب المنظمات يستغلون أصحاب القلوب الضعيفة وبالذات من قل لديهم الوازع الديني وانخفاض المستوى التعليمي والتثقيفي لديهم، فيلجأون إلى تلبية طلبات المتصفح وسحبه لمخططاتهم السيئة، لذا لابد للشباب أن يتسلحوا بالدين والبعد عن المواقع المشبوهة لأنها تعد من أسباب الانحراف وضياع الوقت». ويشير عمار الأحمدي وفهد العتيبي من جامعة طيبة، إلى أنه لابد من الاعتراف أن الإنترنت أصبح واقعا مفروضا، ليس من الصواب تجاهله أو التغافل عنه، ولابد من مواجهة الحقائق، والاعتراف بأن هذه الوسيلة على الرغم مما فيها من خير فإنها تحمل من المخاطر الشيء الكثير، وبالتالي يكون من الأهمية بمكان دفع هذه المخاطر قدر المستطاع. وتعد الشابة عائشة بن محفوظ من جامعة طيبة أن من أهم ما يحصن الشبان والشابات من المواقع المشبوهة الوعي الأخلاقي وتحفيز الرقابة الذاتية على النفس والخوف من الله، ثم المعرفة الصحيحة لخطر هذه المواقع، أيضا القضاء على أوقات الفراغ واستثماره فيما يتيح للشباب والشابات الشعور بدورهم الفاعل، وإثارة الاهتمام بالمجالات التطوعية وقدرتها على خلق فرص عمل جديدة وصقل للمواهب الذاتية، مشيرة إلى أنه لابد من فتح سبل النقاش والحوار مع الشباب حول هذه المواقع وشبهتها المستجدة والإقناع بالحوار الهادف. وذكر الشاب محمد السهلي أن المواقع المشبوهة وسيلة لتغيير الأفكار فكيف يعقل لأي إنسان أن يقتل ويسفك الدم بهذه البساطة وكيف يعقل أن يكفر ويصدر الأحكام بالقتل والتخوين. ويشاركه الرأي الشاب محمد الحربي من جامعة طيبة، أن الإنترنت سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون مفيدا جدا إذا عرفنا كيف نستغله أحسن استغلال، وهو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس والأرواح عن طريق المواقع الفاسدة والمفسدة، وبشيء من المتابعة ومن التوجيه والإرشاد والتوضيح، يمكن أن نستفيد من خيرات هذه الوسيلة، ونحفظ أنفسنا من شرورها بالاعتناء بالبناء الجسمي والعلمي والفكري، وإثراء الساحة بالمزيد مما يسهم في الارتقاء بالشباب، ولابد من توسيع دائرة الحوار المباشر والتدريب على مهاراته من قبل مراكز رعاية الشباب وعمل لقاءات بشكل مستمر تقدم للشباب. يقول خالد ميناوي: «تظهر أحيانا إعلانات لبعض المواقع المشبوهة أثناء تصفحي لمواقع الانترنت ولكني أتجنبها تماما ولا أحاول فتح أي منها فبعضها قد لايكون آمنا على الحاسوب، بالإضافة إلى أنها خطر يهدد المجتمع عن طريق إضلال ضعاف العقول». ويضيف ابراهيم سعيفان: «هذه التطرفات التي ظهرت لنا في الآونة الأخيرة ما هي إلا فتن لم تكن من قبل ولم نعهد عليها أبدا». ومن جانب آخر تقول المذيعة في إذاعة جدة فاتنة عبيد: «من وجهة نظري يجب على الأهالي عدم إعطاء أبنائهم الحرية الكاملة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت الآن مقصدا يستهدف الشباب والشابات، من حيث غزوهم فكريا ودينيا وثقافيا وإدخالهم في تساؤلات سوداء وغرف مظلمة».