جاء استخدام الفكر الإرهابي والإجرامي الذي تقوده داعش لموقع التواصل الاجتماعي وعلى الأخص "تويتر"، ليؤكد استهدافهم لهذه الفئة من الشباب وفي مراحلهم العمرية المبكرة تحديداً، وعبر بث السموم الفكرية التي تصدرها عبر معرفات تقدم نفسها كناصحين أو وعاظ أو مختصين ويحاولون بكل السبل الممكنة ليتقدموا الساحة الفكرية عبر هذا الفضاء ويتصدروا المشهد الإلكتروني. هذا الفكر يحمل مضامين ورسائل تتمحور في التشكيك في الوحدة الوطنية وبث الإشاعات وتزوير الخطابات ومحاولة زعزعة قوة الأمن في السعودية وبث أفكارهم الهدامة في المجتمع، وتكمن خطورة هذا الاسلوب في كونه يستخدم ويستغل اسم الدين والإسلام منهم براء. في احصائية أجرتها "واي تو دي" تذكر أن عدد مستخدمي "تويتر" في السعودية بلغ نحو سبعة ملايين، ومعدل زيادة 45 في المئة سنوياً ليكون الأعلى في العالم، كل ذلك يفسر اختيار هذه الفرقة الإرهابية ل "تويتر"، كحاضنة لأعمالهم في محاولة لانخراطهم مع المجتمع ومع فئة الشباب تحديداً، ومن ثم التوغل إلى العقول الضعيفة من الجنسين لبناء أفكار هدامة، وصناعة عقول مدمرة عبر تغريدات وبث رسائل خاصة لقائمة المضافين لديهم. هذا الفكر المتطرف يجب مواجهته بنفس الطريقة ومن خلال نفس الوسيلة "تويتر" وعدم التساهل معه على الإطلاق بحيث لا نسمح له التوغل في عقول ابنائنا وبناتنا باستغلالهم الدين كمطية لأفكارهم، خصوصا أن أغلب الفئات المستهدفة لهذا التنظيم هم شباب في مقتبل تكوينهم الفكري والثقافي لذا يكون من السهل استغلالهم وتحريك مشاعرهم. والبيان الذي أعلنته وزارة الداخلية يؤكد أنها متفطنة تماما لهذا النهج الذي تنهجه هذا الفرقة المتطرفة وبإعلانها عن قائمة الحسابات توصل رسالة مفادها أنها متابعة بدقة لكل ما يدور في خفايا ودهاليز الانترنت. ولكن يجب أن نكون كلنا رجال أمن في حربنا مع الإرهاب عبر هذا الفضاء الإلكتروني وأن نفعّل حسنا الوطني من خلال التنبيه عن الحسابات المشبوهة للتحذير منها والإبلاغ عنها لإيقافها والتوعية بجسامة خطرهم على بلادنا وعلى الأمة الإسلامة على حد سواء.