واصلت أسعار النفط حركتها في نطاق عرضي خلال الأسبوعين الماضيين ما يجعل المؤشر خلال الأسبوع المقبل عرضة للوصول إلى مناطق الدعم المسجلة في «نايمكس» عند مستوى 43.35 دولار للبرميل، وفي «مزيج برنت» عند مستوى 46.76 دولار للبرميل. وأوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن «الفريمات» الكبيرة المتمثلة في الشهري، والأسبوعي، واليومي تظهر استمرار الهبوط السعري ما لم يتغير الاتجاه، مستعرضا التراجعات التي حدثت يوم أمس على الفريمات الصغيرة. وحول أثر اجتماع وزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي؛ قال: تم عرض دعوة من فنزويلا لعقد اجتماع على مستوى «أوبك»، لكن السعودية أوضحت موقفها بشكل جلي عندما ذكرت بأنه لا يوجد شيء يمكن تغييره من خلال عقد اجتماع بهذه الطريقة. وأفاد بأن هدف السعودية ومعظم دول أوبك يتمثل في المحافظة على الحصص السوقية، مضيفا: روسيا كشفت عن موقفها المتضمن على عدم خفض إنتاجها؛ بينما أكدت إيران بأنها ستعرض إنتاجها بأسعار أقل، وهذا ما يعزز عدم وجود الرغبة في خفض الإنتاج. وتابع: المعطيات الأساسية لاتزال تمارس ضغوطها على أسعار النفط في ظل تخمة العرض التي واجهت أيضا ارتفاعا كبيرا في مخزونات النفط الخام بأمريكا وصل نحو 2.6 مليون برميل بزيادة كبيرة عن التوقعات التي قدرت المخزون بنحو 933 ألف برميل؛ ليصل الإجمالي لما يقارب من 458 مليون برميل. وأضاف: شهدنا تسجيل قيعان أدنى من القيعان المتكونة في ذات النطاق؛ وسجل نفط «نايمكس» قاعا عند مستوى 43.35 دولار للبرميل، بينما كان القاع المسجل لنفط «برنت» عند مستوى 46.76 دولار للبرميل وقد ارتد السعر من تلك المستويات لكنه مازال يراوح عند مستويات سعرية في نطاق محدود. الشميمري أشار إلى أن تقرير بنك جولدمان ساكس خفض توقعاته لخام النفط خلال الفترة المتبقية من العام الميلادي الجاري وكذلك في عام 2016 م عازيا ذلك إلى تخمة المعروض، واستمرار المخاوف بشأن الصين. وكان بنك جولدمان ساكس قد قلص توقعاته أمس لأسعار الخام الأمريكي في 2015 إلى 48.10 دولار للبرميل من 52 دولارا، وخفض مستوى توقعاته لسعر الخام الأمريكي في 2016 إلى 45 دولارا للبرميل من 57 دولارا. وشملت توقعات البنك أيضا مزيج برنت في 2015 إذ هبط مستوى توقعه من مستوى 58.20 دولار إلى 53.70 دولار للبرميل، ومضت نظرة البنك التشاؤمية لمزيج برنت لتشمل أيضا عام 2016 عندما قلص توقعاته من 62 دولارا إلى 49.50 دولار للبرميل أي بتراجع مقداره 12.5 دولار. وأشار الخبير الاقتصادي الشميمري إلى أن جميع التوقعات تشير إلى المزيد من هبوط أسعار النفط، مستعرضا في حديثه القوة السعودية النفطية وثباتها عند موقفها بشأن الحصص السوقية، وقال: هذا يعطينا الانطباع بأنه لن يحدث أي تغيير في أسعار النفط خلال الوقت الحالي، خاصة أن المستثمرين والمتعاملين في سوق النفط لم يتأثروا بتقرير وكالة الطاقة الدولية الذي اعتبر أن تهاوي أسعار النفط سيوقف إنتاج النفط في بعض الدول. وكانت وكالة الطاقة قد ذكرت بأن هناك بعض الدول من خارج أوبك ستضطر إلى وقف إنتاج النفط بمعدلات ستسهم في فقدان نصف مليون برميل يوميا خلال العام المقبل، الأمر الذي يجعل من هذا الانخفاض الأكبر من نوعه في 24 عاما. وبحسب البيانات المتوفرة ل «عكاظ» فإن إجمالي الإنتاج العالمي 84.4 مليون برميل يوميا تستقطع أوبك منها 31.57 دولار للبرميل يوميا، وللسعودية نصيب الأسد في أوبك بمقدار 10.3 مليون برميل، في حين يتفاوت إنتاج باقي الدول الأخرى في أوبك. ومن بين أبرز الدول المنتجة في أوبك العراق 4.13 مليون برميل، والإمارات 2.9 مليون برميل، الكويت 2.78 مليون برميل، وفنزويلا 2.4 مليون برميل، وإيران 2.8 مليون برميل، ونيجيريا 1.77 مليون برميل، وأنغولا 1.7 مليون برميل، والجزائر 1.1 مليون برميل، وقطر 0.65 مليون برميل، والإكوادور 0.53 مليون برميل، وليبيا 0.37 مليون برميل.