يحمل الحاج الفلسطيني فائز منور محمد صالحة أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الكثير من الذكريات المؤلمة التى ما زال يفضل الاحتفاظ بها لنفسه، وعدم البوح بها لأحد، وإن كانت مرارة فراق زوجته وأربعة من أبنائه وخالتهم، في حرب الفرقان والقصف الإسرائيلي الغاشم على المواقع المدنية، ما زالت العلقم الذي يضطر لابتلاعه يوميا. وبين أنه منذ الحادثة الشنيعة، فضل ألا يتحدث عن تلك المواقف، مبينا أنه احتسبهم شهداء بإذن الله تعالى، مشيرا إلى أنه كان وأحد أبنائه خارج المنزل عندما شنت طائرة F16 الإسرائيلية الغارة، وعندما عاد فوجئ بالحادثة، وقال تذكرت قوله تعالى: «وبشر الصابرين» فسارعت على الفور وتوضأت وصليت ركعتين لله راضيا بما قسمه الله لي. وبين أن فراق أسرته من أصعب الأوقات، ليس اعتراضا على قدر الله، لكنها لوعة الفراق، مشيرا إلى أنه بمجرد وصوله إلى الأراضي المقدسة، هدأت نفسه، وبدأ يدعو لهم بالجنة، الأمر الذي أشعره بالفارق بين إحساسه في الماضي والآن، مبينا أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في ضيافتهم حج هذا العام خففت عنه آلام المعاناة التي يعيشونها من احتلال. وقال: شعرنا بالوقفة الإنسانية منه أيده الله، ونعرف أفضاله حتى قبل وصولنا، لكن ما لمسناه بعد وصولنا يدلل ويجسد السمعة الكبيرة التي نفخر بأنها تخص المملكة، لأنها حاضنة الحرمين الشريفين، وقادتها وأهلها معروف عنهم العطاء والبذل والتضحية وكرم الضيافة. وأضاف: إن ما لمسه من توسعة وخدمات في الحرمين الشريفين دليل الاهتمام الكبير بضيوف الرحمن، وندعو الله أن يمن على هذه البلاد المزيد من النعم.