عاشقة للفن بكل صوره، منذ بداياتها الأولى وضعتها ريشتها الجريئة وألوانها الصاخبة في مصاف الكبار، فكانت تعرض لوحاتها جنبا إلى جنب مع الدكتور عبدالحليم رضوي ومحمد سيام، ولم تتوقف إبداعاتها، فبعد أن نقلت لوحاتها إلى سيارة البورش، ظهرت هذا العام من خلال عرض أزياء استضافته عاصمة الثقافة باريس لتقدم شاليمار شربتلي إلى العالم ثقافة جديدة، تقول عنها إنها محاولة لمحو حالة القبح الذي يحيط بنا. وأكدت في حوارها مع «عكاظ» أنها لم تبتعد عن المملكة، بل هي في قلب الحدث التشكيلي بالمملكة، كما المملكة في قلبها وفكرها، وتشهد على ذلك لوحاتها التسع بالمعرض المفتوح بجدة، كما تشارك قريبا في معرض جماعي بأتيليه جدة، أما الأهم بالنسبة لها، تواجدها كممثلة للمملكة في المعارض الدولية. وقالت شربتلي: الفنان يبدأ من الداخل ليكتسب الشرعية، ثم ينطلق إلى العالمية، وهو ما حرصت عليه منذ البدايات، وأتمنى أن كل فنان تكون له الرؤية نفسها، ولا يظل قابعا في الداخل. وأكدت أنها متابعة جيدة للجيل الجديد من الفنانين في المملكة، سواء عن طريقهم، حيث يحرص كثير منهم بإرسال لوحاته للاستشارة والاستدلال بالرأي، أو بحضور معارض أثناء تواجدها بالمملكة. وقالت: الخليج وخاصة المملكة هم عباقرة الكلمة وفنونها في كل الآداب، ولكن الفن التشكيلي مازال الزائر الجميل الذي هبط إلى الخليج، وأتمنى أن تكون هناك جائزة دولة تقديرية أو تشجيعية للفن التشكيلي، وأن تخلد أسماء كبار الفنانين التشكيليين، حتى تعم ثقافة الفن بين العامة. وطالبت النقاد بالموضوعية والمنهجية، والابتعاد عن أسلوب السب والشتم، أو التثبيط والإحباط، والذي يهز ثقة الفنانين بأنفسهم ويبعدهم عن الساحة، أما بالنسبة لها، فأوضحت أنها لا تتعامل إطلاقا مع مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يعنيها ما يدور خلالها من معارك طاحنة واتهامات متبادلة، ليس هذا ما يبعد شاليمار عن التقنيات الحديثة، ولكنها تخشى على الفن من اتجاه بعض الفنانين إلى الرسم بالكمبيوتر، ويمثل في نظرها حالة من تراجع الإبداع، وتفاعل الفنان واللوحة واللون. وأعربت شربتلي عن أسفها لما خلفته ثورات «الربيع العربي» على البلدان العربية، ولكن نشر ثقافة القبح التي أصبحت تحيط بنا، تغذيها حركات ما بعد الحداثة الغربية، وثقافة التقليد التجاري والاستنساخ أو المسخ الحضاري والثقافي لروائع الفن، يحزنني أن تكون التذكارات الفنية تقليدا وليست صناعة أهلها.. بابتكارها لفن عصري جديد، هو الفن الحركي أو الفن المتحرك، وهو رسم أنجزته الفنانة السعودية على سيارة كاريرا بورش، وأثار نوعا من الدهشة دفعت بالسيارة نحو كل المعارض الدولية المتخصصة في مجال السيارات، وجعلها محط أنظار الزائرين ووسائل الإعلام. والآن شاركت بخط أزياء يقدم لوحاتها على الملابس النسائية والرجالية، والذي تفسره شربتلي بقولها: منذ بداياتي كرسامة كنت أطمح لنقل اللوحات من المعارض إلى الناس، أردت أن يكون الفن حول الجميع، وأن يحيط بكل شرائح المجتمع على اختلاف طبقاته، أردت تغيير السائد، وهو أن الفن مخصص لطبقة معينة من الناس، وهم النخبة المثقفة، أو الأثرياء الذين بإمكانهم زيارة معارض معينة، وأرى أن الوقت قد حان لينزل الرسم للشارع ويحيط بالناس. وتستعد شاليمار لتمثيل المملكة في معرض «آرت هارت» في لوس أنجلوس العالمي في أكتوبر المقبل، ويليها معرض أبو ظبي للمجوهرات في معرض «بيغ بوى تويز» في 28 نوفمبر، كما اختارتها فرنسا هذا العام، لتمثلها في المعرض الدولي على أرض المعارض في باريس، والذي يعقد شهر ديسمبر المقبل، عبر رسم على دراجة نارية. وهي أول فنانة عربية تختارها فرنسا لتمثيلها في هذا المعرض الدولي.