أكد خبيران مصريان أن ما تشهده الأراضي السورية لم يعد مجرد قتال بين قوات النظام والمعارضة بل أصبح ميدانا لحرب دولية بأجندات مختلفة، وأشاروا في استطلاع ل«عكاظ» إلى أن التصعيد المعلن الذي تمارسه روسيا بإصرارها على زيادة الدعم العسكري للنظام السوري، قد يؤدى إلى حدوث مفاجأة خلال الأيام المقبلة. وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمى إن اتصال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي لافروف يأتى في إطار أن أمريكا يساورها القلق من التدخل الروسي العسكري المستمر في سوريا، مؤكدا أن روسيا تدعم منذ أربع سنوات قوات الأسد، ونشرت قوات لها في عدد كبير من المطارات العسكرية السورية، وتقوم بدعم سوريا بالأسلحة والمعدات والطائرات عسكريا ولوجستيا، وأرسلت خبراء تدريب إلى دمشق. وأضاف هناك أكثر من خمسة آلاف جندي وخبير روسي، منوها أن التدخل الروسي العسكرى الكبير قد يشعل النيران في دول المنطقة، لافتا إلى أن روسيا تأخذ في الحسبان موقف الولاياتالمتحدة وهي تنظر على أن أمريكا تدرب وتسلح عناصر من هم ضد النظام، وفي الوقت نفسه تأخذ روسيا الوضع المعاكس بتسليح نظام الأسد، وبالتالي فالدولتان في حرب ولكن بشكل غير مباشر. من جهته، لفت أستاذ القانون الدولي في جامعة عين شمس الدكتور أحمد رفعت أن روسيا تحاول منع سقوط النظام السوري، لكونه الضامن الوحيد لمصالحها في المنطقة رغم أنه فقد شرعيته، مؤكدا أن ما تقوم به روسيا بإمداد نظام بشار الأسد بالسلاح والقوات والخبراء والمال، يعتبر احتلالا وتدخلا عسكريا لصالح طرف معين، وهو ما يتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة التي تؤكد على حفظ السلم والأمن الدوليين بالطرق السلمية، مشيرا إلى أن هذا التدخل ستكون له انعاكسات خطيرة على المنطقة بشكل عام. واعتبر الدكتور رفعت أن التدخل الروسي لإزاحة (داعش) ودخوله على خط المواجهة بسوريا سيكون بمثابة مدد كبير لإيران وقوات بشار، وبمثابة تسهيل المهمة للقضاء على المعارضة السورية بعد التفرغ لهم عقب التخلص من داعش، مبينا أن تردد الإدارة الأمريكية في اتخاذ قرار استراتيجي ضد الأسد أعطى بوتين مؤشرا واضحا أن الغرب لن يقدم على اتخاذ أية إجراءات فاعلة ضد روسيا في الملف السوري. وأوضح الدكتور رفعت أن التحرك الروسي الأخير هو تعبير عن قناعة بانهيار شامل للبنية العسكرية للنظام في سوريا، وأنهم يدركون أن جيش النظام لم يعد قادرا على إنجاز أي عمل عسكري سوى عمليات القصف بالطائرات، لذلك قررت روسيا زيادة عدد عناصرها المقاتلة، مضيفا أن هذا الوجود سيزيد المشهد السوري تعقيدا فضلا عن استمرار نزيف الدم.د