تعكس عودة الحكومة اليمنية إلى عدن بعد عدة شهور قضتها في المملكة عدة دلالات سياسية وعسكرية استراتيجية، ومن أهمها عودة المؤسسات الشرعية لإدارة شوؤن اليمن والبدء في مهامها الوطنية وإدارة المعركة ضد الحوثي في مرحلة استثنائية من عمر وطن يسعى لبناء الدولة المدنية، حاولت قوى التمرد اختطافه وتحويله لبؤر للفكر الطائفي والإرهابي، واستعادة الدولة الشرعية السيطرة على كامل الأرض اليمنية وتحقيق الانتصار على قوى الشر الطائفية وتطبيع الحياة وإعادة البناء لليمن. وليس هناك شك أن مهمة حكومة بحاح لن تكون سهلة على الإطلاق في ضوء حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن بسبب قيام مليشيات الحوثي وصالح بتدمير الأرض اليمنية. ومن المؤكد أن الحكومة اليمنية ستعطي الأولوية القصوى لملفي الشهداء والجرحى واستئناف عمل المستشفيات والمرافق الصحية وملف الإغاثة وإعادة الإعمار والبناء وبسط الأمن ودمج المقاومة في الحياة المدنية والأمنية والعسكرية. ولتحقيق الانتصار الكامل وتحرير اليمن المطلوب من جميع اليمنيين دعم الشرعية وتبني عقلية البناء والتنمية لكي يتم تتويج الانتصار بيمن موحد آمن مستقر خال من الإرهاب والفكر الطائفي ومظاهر السلاح والاحتراب الأهلي والفتنة.