أعلنت مصادر يمنية سيطرة الجيش الوطني والمقاومة على مواقع جديدة في مدينتي مأرب وتعز بالتزامن مع تَقدُّم قوات برية تابعة للتحالف العربي صوب مدينة خولان القريبة من صنعاء، في وقتٍ عاد رئيس الحكومة الشرعية، خالد بحاح، و7 من وزرائه إلى عدن لاستئناف عملهم من المدينة المحرَّرة. وكشف المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، عن اعتزام بحاح ووزرائه الإقامة في عدن (جنوب) بصفةٍ دائمة وبحثِ ملفاتٍ ذات أولوية كإرساء الأمن وإعادة الإعمار ودمج مقاتلي المقاومة في صفوف الجيش. وأكد بحاح استهدافه تطبيع الحياة في المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين وحلفائهم العسكريين و»إعادة البناء والتأهيل لكل جميلٍ تم تدميره». وأشار إلى اهتمام الوزراء العائدين إلى الجنوب بملفِّ الشهداء والجرحى، داعياً العدنيين إلى التغلب على صوت النزاع وتبني عقلية البناء والتنمية «فنحن أمام فرصة حقيقية ليكون الجميع من خلالها صفاً واحداً مع مدينته التي دافع عنها وحَلِمَ.. برؤيتها خالية من مظاهر السلاح والاحتراب». ووصف رئيس الوزراء، في منشورٍ على صفحته في موقع «فيسبوك»، المرحلة الحالية ب «استثنائية من عمر وطنٍ يحلم بالدولة المدنية». وتعهد باستكمال العمل ضد قوى الشر وبالاهتمام خصوصاً بملفات الإغاثة والإعمار والمصابين وأسر الشهداء، متطلعاً إلى «عودة الحياة إلى طبيعتها وبناء مدن تتمتع بروح المدنية. وكشف بحاح في الوقت نفسه عن خطة لدمج عناصر المقاومة في الحياة الأمنية والعسكرية بروحٍ مسؤولة «فهم الحماة لهذا الانتصار». وتتهم حكومته الحوثيين وحلفاءهم العسكريين بقتل آلاف المواطنين منذ بدء العام الجاري. وقدَّر وزير حقوق الإنسان، عز الدين الأصبحي، عدد القتلى بنحو 3 آلاف مدني، متحدثاً عن «حقائق مفجعة ستتكشف بسبب الدمار الذي خلفه قصف المتمردين للمدن». واعتبر الوزير، على هامش مشاركته أمس في مؤتمر الحوار العربي الأمريكي في الدوحة، انسحاب معسكر الشرعية من المفاوضات الأممية مع معسكر التمرد تأكيداً لرغبة الأول في السلام ووقف الحرب «ولكن على قاعدة تنفيذ القرار الدولي 2216». وينص «2216» الصادر عن مجلس الأمن الدولي على انسحاب الميليشيات من المدن وتسليمها الأسلحة الثقيلة للدولة. ووصف الأصبحي القرار ب «خارطة طريق للحل»، داعياً الانقلابيين إلى الإعلان عن التزامهم بتنفيذه قبل الحديث عن أي مفاوضات. وذكر أن خارطة الطريق تشمل إيقاف القتال، وإطلاق المعتقلين، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح وتطبيع الحياة العامة. في غضون ذلك؛ أقدم مسلحون مجهولون على إحراق كنيسة في عدن، بحسب ما أفاد شهود عيان. وتصاعدت ألسنة اللهب من مبنى كنيسة «سانت جوزيف» الكاثوليكية الواقعة في حي كريتر الحيوي في المدينة. وأظهرت صور نشرها موقع «المشهد اليمني» أعمدة دخان تتصاعد من أعلى المبنى، وكشفت صور أخرى عن تدمير محتويات إحدى قاعاته. وعلى صعيدٍ آخر؛ أفادت مصادر ميدانية باستعادة المقاومة في تعز (غرب) عدداً من المواقع التي كانت جماعة الحوثي تسيطر عليها في المدينة. وأبلغ مصدرٌ تعزيّ موقع «المشهد اليمني» بسيطرة المقاومة أمس على عدد من المواقع في منطقة الزنوج وفندق «هاي كلاس» في منطقة الحصب. وكانت قوات التمرد تتخذ من سطح الفندق منصةً لقنص مسلحي المقاومة ومدنيين، بحسب شهود عيان. بالتزامن؛ استهدفت مقاتلات التحالف العربي مواقع للمسلحين الحوثيين في تعز. وأكد شهود عيان أن غارات طاولت مواقع عسكرية للتمرد في منطقة الحصب وجولة المرور وبيت البركاني ومنطقة الزنقل وتبة الأرانب وموقعاً للدفاع الجوي موالياً للانقلاب. يأتي ذلك فيما نسب «المشهد اليمني» إلى سكان في المدينة قولهم إن جماعة الحوثي تواصل منع دخول المواد الإغاثية. وتحدث السكان عن «مواد إغاثية مُقدَّمة من منظمة اليونيسف ويحتجزها الحوثيون في مدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب التي تعد بوابةً لمحافظتنا». وفي مأرب (شرق)؛ سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة أمس على مواقع جديدة في المحافظة في سياق معركة تحريرها من الميليشيات. وأبلغ مصدر ميداني موقع «المصدر أونلاين» اليمني ب «سيطرة قوات الجيش والمقاومة على تبة الدفاع في منطقة الجفينة في مأرب»، مضيفاً أنها تقدمت نحو تبة البس. ووفقاً للمصدر؛ فإن استعادة تبة البس ستتيح استعادة تبة المصارية التي وصفها بأهم المواقع الاستراتيجية في المحافظة. ونسب «المصدر أونلاين» إلى المصدر قوله «في حال سيطرت المقاومة على المرتفعات الثلاثة؛ فإنها ستقطع الإمداد عن الميليشيات في جبهتي مأربالجنوبية والغربية بما يعني انهيارها خلال أيام». وفي تطورٍ ميداني آخر؛ أكدت مصادر متطابقة اقتراب قوات برية تابعة للتحالف وأخرى من الجيش الوطني والمقاومة من أطراف مدينة خولان التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن صنعاء. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بسيطرة هذه القوات على مواقع استراتيجية في محافظتي مأرب (شرق) والجوف (شمال) مدعومةً بطائرات الأباتشي. وتزامن ذلك مع غارات عنيفة شنتها مقاتلات التحالف مساء أمس الأول وصباح أمس على أهداف عسكرية في العاصمة. واستهدفت الغارات مبنى القيادة العامة للقوات الانقلابية في حي التحرير، ومعسكراً لقوات الأمن المركزي، ومخازن للأسلحة في فج عطّان، ومعسكري الحفا والفرقة المدرعة الأولى.