1969 كان الحقد الأول على الأقصى المبارك، شب في الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، التهمت نيران الحقد كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، وطال الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.. بقي الأقصى في قلوب المسلمين رغم الحرائق، صمد وتآكلت أحقادهم على تاريخنا الإسلامي. ليس غريبا على حكومات إسرائيل تلك الأعمال الحاقدة، وليس غريبا أيضا على حكومة التطرف الأكبر في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو مثل هذه الانتهاكات اللا أخلاقية، إنها قائمة على هذا الأساس الحاقد، يحاولون في كل مرة النيل من الأقصى الصامد لكنهم يفشلون، بل يزيدون تأصيل علاقتنا بالأقصى، ويمنحوننا مرة أخرى التمسك بثالث الحرمين الشريفين.. سيستمرون في الحريق خارجا وباطنا، لكنهم لن يتمكنوا من حرق الماضي إلا بأحقادهم. فشلت حكومة التطرف الإسرائيلي في حرق طموحات الشعب الفلسطيني، فشلت في حرق الإرادة الفلسطينية، فشلت في طمس هذه القضية، ولجأت إلى أعلى أنواع الحقد العنصري والديني وهو الحرق.. لكنها مع هذا الحرق أشعلت الهوية الإسلامية.. مهما حالوا لن ينالوا من الأقصى.. إنهم يشعلون فينا حب الأقصى ويعيدوننا إلى تاريخنا وأصالتنا.. وإن كنا قد ابتعدنا عن الأقصى فاليوم تعيدنا إسرائيل بقوة إلى حقيقتنا الضائعة.