قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في افتتاح كلمته بمؤتمر مكةالمكرمة ال 16 «الشباب والإعلام الجديد» أمس: إن الشباب شريحة كبيرة في حجمها وأهميتها، وحساسة فيما تجده أمامها، لرغبتها في خوض التجارب وغمار البحث عن مستقبل آمن تسعد به في مجتمعها، ومن ثم فهي تحتاج إلى عناية وتوجيه ممن سبقها إلى ميدان الحياة، وعارك شؤونها وذاق حلوها ومرها، لا سيما الشخصيات التي لها قدرة على التوجيه والترشيد، المتميزة بالوسطية والاعتدال والفهم العميق لقضايا الإسلام والأمة. وأضاف التركي، في المؤتمر الذي افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، مستشاره أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز: «إن الشباب المسلم يواجه اليوم تحديات صعبة، وأصعبها ما يستهدف دينه والقيم والمبادئ الإسلامية التي نشأ عليها، وهو تحد تتعرض له مختلف شرائح الأمة، لكن الشباب أكثر تعرضا له، وأشد تأثرا به، لقوة صلته بالإعلام الجديد ذي الانتشار الواسع والتأثير القوي والسريع، والتميز بالتفاعلية والآنية والعالمية، مع انخفاض تكاليف الحصول على التقنية وسهولة استخدامها». وأكد التركي، أن للإعلام الجديد فوائد ومنافع تتصل بمختلف مجالات الحياة، لكن أضراره كثيرة وخطيرة، قد تصل إلى تغيير المبادئ والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بالأسرة والمجتمع والحياة والدين والثقافات الموروثة، وقد تعرض الهوية الإسلامية والوطنية إلى الاهتزاز والسموم الفكرية في ظل انعدام الرقابة والحصانة والتوجيه. وأوضح أن من السلبيات السلوكية التي قد يصاب بها بعض الشباب المسلم من سوء استخدام الإعلام الجديد، العفوية والعشوائية، وترويج الإشاعات والأكاذيب، والمخالفات الشرعية، وإضاعة الأوقات والإدمان والتوحد والابتعاد عن الواقع. وبين أن هذا ما دعا الرابطة إلى الاهتمام بالإعلام الجديد وصلته بالشباب، فرتبت عقد هذا المؤتمر، ودعت إليه نخبة من العلماء والباحثين المهتمين بموضوعه، أملا في أن تقدم الرابطة ما تستطيع من الجهود في رفع مستوى الوعي لدى الأمة وشبابها تجاه سلبيات العولمة الثقافية، وتزويد مؤسساتها الإعلامية والدعوية والتربوية، بالحلول والاقتراحات التي تعينها في التعامل الإيجابي مع الإعلام الجديد، والاستفادة الآمنة من منافعه الجمة، والتشجيع على إنتاج محتويات إسلامية متميزة، تخدم الأمة ودينها وشبابها، وتدافع عن قضاياها ومصالحها، وتفتح آفاق الحوار بينها وبين غيرها.