تراجعت أسعار النفط خلال الساعات الست الأولى من بدء التعاملات أمس، لتفقد نحو دولارين من أعلى المكاسب التي حققتها في نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في إطار ما يعرف ب «جني الأرباح» على «الفريمات الصغيرة» المتمثلة في إطار «الساعة والأربع ساعات» بعد الارتفاع الحاد الذي أغلق الأسبوع الأخير عليه. وحول وضع مناطق ومستويات الدعم في النفط أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن نفط «نايمكس» يملك دعوما عند مستويات 43.70 دولار للبرميل بعد تراجعه من مستويات 45.80 دولار للبرميل، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن نفط «برنت» تراجع من متوسط 200 يوم على «فريم الأربع ساعات»، بعد أن سجل متوسط سعر عند 50.95 دولار للبرميل، مضيفا: الدعم الحالي لبرنت عند مستوى 48.5 دولار للبرميل وفي حال كسره سيكون هناك مستوى 47.5 دولار للبرميل. وتوقع استمرار جني الأرباح قبل أن يدخل السعر في تداول عرضي، إلى حين ظهور بيانات اقتصادية مهمة مدعومة بتحسن في اقتصاد الصين، وقال: تحرك الصين نحو إيجاد حل لمشاكلها الاقتصادية أعطى المستثمرين في النفط نوعا من الانطباع الإيجابي بعدما ضخت الحكومة الصينية أموالا، ولجأت إلى تخفيض الفائدة العامة بمعدل 25 نقطة أساس، وتحت تغطية متطلبات الاحتياطي لدى البنوك عند 50 نقطة أساس. وذكر أن هناك أنباء تدور في السوق حول إمكانية تنفيذ الصين لخفض فائدة آخر من أجل تحفيز اقتصادها. وعن تأثيرات نتائج الوظائف الأمريكية المرتقب صدوره يوم الجمعة المقبلة، باعتبار أن إيجابيته سترفع من قيمة الدولار، قال الخبير النفطي الشميمري: التوقعات تشير إلى أن الخبر سيكون إيجابيا عند 220 ألف وظيفة مع انخفاض معدل البطالة من 5.3 في المئة إلى 5.2 في المئة، وفي هذه الحالة سيكون إيجابيا على عملة الدولار وسيكون تأثيره على النفط في إطار محدود، باعتبار أن النتائج في الوقت الحالي تؤثر في الغالب على زوج العملة «الدولارين» وعلى الذهب. وعن ما إذا كان قرار رفع سعر الفائدة على الدولار سيكون عاملا سلبيا على سعر النفط؛ قال: في الوقت الراهن الكل يعتقد أن نتائج اجتماع المجلس الاحتياطي الفيدرالي المزمع صدورها في 17 سبتمبر ستصب في صالح التريث وتأجيل رفع سعر الفائدة على الدولار إلى وقت آخر بسبب البيانات الاقتصادية الأخيرة التي ظهرت على عدة اقتصادات عالمية كان أبرزها الصين. وحول حركة النفط، أوضح الشميمري أن الارتفاع الذي حدث للنفط كان له 3 أسباب أحدها أساسي، والآخر تقني، والثالث فني، مشيرا إلى أن القفزة التي حدثت في أسعار النفط ساهم فيها قفزة مضاربية لتغطية مراكز البيع. وزاد قائلا: سجل نفط برنت 50.95 دولار للبرميل كأعلى مستوى، ويقدر الارتفاع الأسبوعي لسعر النفط بأعلى ارتفاع أسبوعي منذ فترة طويلة، كما أن نفط نايمكس سجل أعلى سعر عند 45.87 دولار كأعلى سعر ارتدادي. وأضاف: كان من أبرز العوامل الأساسية التي رفعت سعر النفط انخفاض المخزونات الأمريكية إلى مستوى أقل من المتوقع بكثير، إذ بلغ الانخفاض نحو 6 ملايين برميل بالسالب، بعدما جاءت القراءة التي قبلها سالبة أيضا على عكس التوقعات، لكن تحليلات اقتصادية توقعت أن اقتراب فصل الشتاء سيكون حافزا لإحداث نوع من التوازن في أسعار النفط. تغطية مراكز بيع وبخصوص الجانب التقني، قال: يوجد في النفط مراكز بيعية كثيرة جدا بمعنى أن أكثر المتاجرين خاصة المضاربين منهم يشكلون نحو 60 في المئة إلى 70 في المئة قد أخذوا مراكز بيع ليستفيدوا من هبوط سعر النفط في عدة مستويات سعرية مختلفة، وهذه النسبة من إجمالي المتعاملين مع أسعار النفط دون أن يتسلمونه. وتابع في هذا الجانب بقوله: حين يتغلب المستوى البيعي في ذروته يلجأ أصحاب هذه المراكز من المضاربين إلى التغطية عن طريق الشراء ليغلق الصفقة وهذا ما يسمى ب «تغطية المراكز البيعية» بسبب أن البائعين يعملون في هذا الاتجاه من أجل المحافظة على أرباحهم أو ليوقفوا من خسائرهم ويقللوا منها في حال كانت الأسعار التي باعوا منها غير موفقة، وهذا ما ساهم في زيادة حدة الارتداد. «الترند» هابط وبشأن النواحي الفنية الأكثر تأثيرا، قال: كان هناك تشبع بيعي على الإطارات اللحظية بشكل كبير نتيجة انخفاض سعر النفط طوال الفترة الماضية، لكن الوضع حاليا يشير إلى أن هناك تغييرا في الاتجاه إلى صاعد على الإطارات اللحظية المتمثلة في «الساعة والأربع ساعات»، لكنه مازال هابطا على المدى القصير في الإطار اليومي، وكذلك على المدى متوسط الأجل في الإطار الأسبوعي، وعلى المدى الطويل في الإطار الشهري.