في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة التعليم في محافظة صبيا عن إغلاق وتعطيل الدراسة في 20 مدرسة على الشريط الحدودي القريب والمحاذي للداير بني مالك شرقي منطقة جازان.. ثم قرارها بتوفير البدائل التعليمية لطلاب تلك المدارس.. فإن ثمة إشكاليات تواجه البدائل المطروحة والماثلة فالحلول التي وضعتها إدارة التعليم لمقابلة قرار إغلاق المدارس واجهته صعوبات متعددة. «عكاظ» استعرضت الحلول التي قدمتها إدارة التعليم ومنها تدريس وتعليم طلاب تلك المدارس عن بعد ونقل عدد منهم إلى المدارس القريبة والأقرب والأقل خطورة في طريقها.. ومن المعالجات الموضوعية أيضا توفير مركز معلومات للبنين والبنات في الداير بني مالك. وكل هذه الإجراءات جاءت على خلفية ما رفع للإدارة والوزارة من تقرير الجهات المعنية التي وضعت تلك المدارس على قائمة النطاق الأحمر لقربها من الشريط الحدودي وبغرض تأمين سلامة الطلاب من أية مخاطر محتملة. خاطئ وصحيح إن توقف أكثر من ألفي طالب وطالبة عن الدراسة في مناطق بالشريط الحدودي وفي مختلف المراحل استوجب وضع بدائل طيبة تمنع الهدر التعليمي وتجمع كل الأطراف من طلاب ومعلمين وإدارات تربوية على أن القرار كان صائبا ومطلوبا وارتكز على ضرورة حماية الطلاب والطالبات من أية مخاطر، ومع ذلك فإن آخرين يرون في القرار القاضي بإغلاق تلك المدارس خاطئا فتعطيل الطلاب عن الدراسة حسب تعبيرهم دون توفير بدائل فاعلة لم يكن من المناسب إذ تعاني المناطق الجبلية في جازان من تردٍ كبير ومريع في شبكة الانترنت وهي البديل المحوري للمدارس المغلقة. الأقرب أخطر جانب آخر يتحدث عنه المواطنون في تلك المناطق يتلخص في مخاطرة الطريق وحوادثه المميتة إذ يلزم لطلاب بعض المدارس المغلقة الانتقال إلى المدرسة الأقرب في القرى والبلدات المجاورة طبقا لقرار إدارة التعليم حيث نص التوجيه على نقل الطلاب إلى المدارس الأقرب والأقل خطورة.. لكن تباعد المسافات وهواجس الطريق الطويل والرحلة اليومية الشاقة استلب من القرار فائدته وثمرته كما يقول الآباء. وفيما يتعلق بخدمة الانترنت كبديل موضوعي للإغلاق والاعتماد على التعلم عن بعد من أجهزة الحاسوب، فإن سوء الشبكة ليست هي الإشكالية الوحيدة. فالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي حرمت العشرات من طلاب المدارس المغلقة من مميزات التعليم عن بعد فضلا أن بعض الأسر غير ميسورة الحال المادي ليس في وسعهم توفير مستلزمات أجهزة الحاسوب ومقابله المادي وليس في وسعهم توفير طبق فضائي لمتابعة الدروس عبر القناة التلفزيونية التي حددتها إدارة التعليم. توفير ما يلزم «عكاظ» وقفت على الأحوال بالعين المجردة وجالت على عدد من المدارس المغلقة واقتربت من نبض الطلاب وأولياء الأمور عن توفر البدائل وضرورات الإغلاق وجدواه والمصاعب التي تواجه الحلول التي وضعتها إدارة التعليم.. وعلى ذات النسق تحدث مسؤولون في التعليم عن الجدوى والمعالجات والنتائج وتلافي المعوقات التي تواجه الطلاب وعائلاتهم ومحاولة مخاطبة جهات الاختصاص لتوفير ما يلزم لمساعدة الطلاب وضمان مستقبلهم ومنعه من الهدر والضياع. انترنت بطيء سلمان حسين اليحيوي أحد سكان جبل آل يحيى يقول ل «عكاظ»: إن ضعف شبكة الانترنت تعد العائق الأول للبدائل التعليمية المطروحة أمام طلاب مدارس الشريط الحدودي المغلقة.. وأضاف: إن أصوات أولياء الأمور بحت وهي تطالب بتقوية شبكة الاتصالات وتفعيل الانترنت وتحسين خدمتها في كافة أنحاء المحافظة ولا أحد يستجيب مما يضع مستقبل الطلاب والطالبات على المحك. ويشير اليحيوي إلى أن كافة قرى وهجر محافظة الداير بني مالك تعاني من انقطاع الاتصالات وتعثر خدمة الشبكة العنكبوتية برغم انتشار الأبراج في قمم الجبال. لا توضيح يتساءل اليحيوي: كيف يتلقى الطلاب والطالبات دروسهم عن بعد دون وفرة شبكة اتصال فاعلة.. والمؤسف أن شركات الاتصالات تتجاهل مطالب المواطنين في توفير الخدمة بالشكل الصحيح والمستمر. فالشبكة تتعثر في غالب الأحوال برغم أن كل المواطنين يعتمدون على الانترنت في معاملاتهم وبعضهم يعتمد عليها في التواصل والدراسة في الجامعات، ولعل معاناة طلاب المدارس المغلقة لا تحتاج إلى توضيح أكثر من هذا. ويمضي على ذات الرأي حسن سليمان العزي الذي قال إن الوسائل البديلة لن تجدي نفعا ونحن مازلنا نقبع في القرى البعيدة نجد أنفسنا في مؤخرة الركب مع الاتصالات، مطالبا في ذات الوقت بإنشاء مكاتب لكل شركات الاتصالات في المناطق الجبلية في جازان. تعثرات التيار من جانبه يركز أحمد حسين المالكي حديثه في اختلالات خدمة التيار الكهربائي والتي تشكل معضلة حقيقية فإن توفرت شبكة الانترنت انقطع التيار .. كما أن العودة ثم الانقطاع أتلف عددا كبيرا من أجهزة الحاسوب فضلا أن الكثيرين ليس في إمكانهم شراؤها.. وانقطاع التيار يحدث أكثر من مرة في اليوم ويصل أحيانا إلى 4 مرات خصوصا في ساعات الليل وهو ما يفسد محفوظات الثلاجات من أطعمة وخلافها والمبرر واحد.. هو زيادة الأحمال. وعلى ذات الرأي يمضي شريف جابر العزي الذي يؤكد أنه يعتزم مقاضاة الشركة بعد أن اشترى جهاز لاب توب لاستخدامه في التعلم عن بعد وسرعان ما تلف بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي وعودته أكثر من مرة.