اهتم الخبراء الأوروبيون بالحراك السياسي السعودي في واشنطن لإحلال الأمن والسلام في المنطقة واتفق الخبراء الأوروبيون على أن تحرك الدبلوماسية السعودية ودورها الريادي عالميا يهدف لمعالجة أزمات المنطقة والتنسيق مع واشنطن باعتبارها لاعبة رئيسية في تفعيل مسارات سياسية لحل أزمات الشرق الأوسط وإقرار الأمن والسلام.. حيث رأى الخبير الاستراتيجي في شؤون المنطقة الجنرال متقاعد هاينريش شوماخر أن تعزيز التقارب السعودي الأمريكي يشكل أهمية استراتيجية ليس فقط لمصالح المملكة والمنطقة وإنما أيضا للولايات المتحدة التي تحرص دوما على الحفاظ على أمن مضيق باب المندب، الممر المائي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. وقال شوماخر في تصريحات ل(عكاظ) إن الرئيس الأمريكي يعلم تماما أهمية هذه المنطقة مما يجعل دعم منطق الشراكة الاستراتيجية مع المملكة أمرا أساسيا لواشنطن مضيفا أن الأزمة اليمنية الطاحنة والانقلاب على الشرعية من قبل الحوثيين وضع المنطقة أمام تحديات كبيرة بجانب الصراعات الأخرى في سوريا والعراق وليبيا. ورأى شوماخر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حريص على التأكيد على موقف المملكة فيما يخص الأزمة السورية والإرهاب لاسيما أن الرياض ترى ضرورة سرعة حلحلة الأزمة السورية، الأمر الذي يعجل برحيل النظام إما سياسيا أو عسكريا وأنه لا بدائل لذلك، واعتبر شوماخر أن ملف الإرهاب يشكل أكبر تحد للولايات المتحدة ولدول مجلس التعاون الخليجي. في السياق نفسه قال الخبير في شؤون الخليج والشرق الأوسط الدكتور أودو شتاينباخ ل(عكاظ) إن التحرك السعودي الأمريكي ستكون له نتائج من دون شك مؤثرة على المنطقة معتبرا أن مد التعاون بين الدولتين هو المنطق الصحيح لاسيما بعد توقيع القوى الدولية على الاتفاق النووي مع ايران. وأضاف أن الرؤية السعودية أكدت أنها لا ترفض الاتفاق بقدر ما هي رافضة للسياسة الإيرانية التي تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وأفاد شتاينباخ أن الملف السوري يشكل أيضا أهمية كبيرة في طرح هندسة أمنية للمنطقة مما يحقق معادلة عادلة ستضمن لواشنطنوالرياض مستقبلا يعم فيه الاستقرار والأمن. أما الخبير في الشؤون الروسية والمنطقة العربية الدكتور ألكسندر رار فأوضح أن الحراك السعودي يدل على إصرار الدبلوماسية السعودية على تفعيل سياسات الأمن والاستقرار لاسيما في الملف السوري وفي الأزمة اليمنية.