أكد سياسيان أوروبيان على أهمية الحراك السعودي باتجاه روسيا في ضوء التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة العربية، مشيرين إلى أن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع الى روسيا بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تدل على حرص البلدين على تعزيز العلاقات بين الجانبين للحفاظ على علاقات متنوعة ستكون لها أبعاد إيجابية كبيرة على مستقبل المنطقة وإيجاد حلول لقضايا الشرق الأوسط. ورأى السياسي الخبير في شؤون روسيا الدكتور ألكسندر رار في تصريحات ل «عكاظ» أن الزيارة تناولت ملفات عديدة للتعاون بين الجانبين فضلا عن وجود مساع لشراكة دبلوماسية لحل أزمات المنطقة خاصة الأزمة اليمنية والسورية وإرهاب داعش ثم العراق وانتقالا الى ليبيا وأخيرا الملف النووي الإيراني. وأضاف إنه باعتبار روسيا ضمن المجموعة الدولية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن فإن لها دورا كبيرا في حلحلة القضايا في المنطقة كما ان المملكة تعتبر دولة مركزية ليس فقط في المنطقة بل في العالم وبالتالي فإن البلدين يمكنهما لعب دور جوهري لايجاد حلول لقضايا المنطقة خاصة القضية اليمنية والأزمة السورية وملف الصراع العربي الاسرائيلي. موضحا أن الزيارة محل اهتمام ومتابعة أوروبية كبيرة لأنها ستعمل على احتواء الأزمات في المنطقة. وشدد رار على أن الترحيب والتقدير الذي لقيه سمو ولي ولي العهد في روسيا من المسؤولين الروس يعكس دبلوماسية سعودية متجددة وحرصها لتفعيل العلاقات مع موسكو التي تشكل أهمية كبيرة للتوازن الدولي وللعمق الأمني والإستراتيجي العربي. واتفق الدكتور فولفجانج فوجل الخبير في الشؤون الإستراتيجية على أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان والتي جاءت في ظل اهتمام روسي بتطوير ودعم العلاقات مع دولة إستراتيجية مهمة مثل المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن فتح روسيا قنوات مع العالم الإسلامي وخاصة المملكة التي تعتبر الدولة المحور في المحيط الإسلامي يعكس حرص موسكو للاقتراب اكثر ناحية القضايا العربية والاسلامية. وقال في تصريحات: إن زيارة ولي ولي العهد ليست الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع الى روسيا حيث تعود العلاقات الى عام 1926 إلا أنها تعتبر بالمفهوم الدبلوماسي الأولى والهامة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من صراعات طائفية وإرهاب داعش. وقال إن ملف الإرهاب سيبرز بشكل كبير في المناقشات خاصة أن ملف الإرهاب يمثل تحديا كبيرا للمنطقة بجانب الدور المحوري الذي تقوم به موسكو في مجلس الأمن، مؤكدا أن الزيارة اتسمت بتوازن دولي هام يهدف الى تعميق العلاقات بين المملكة العربية السعودية الدولة المنتجة والمصدرة للنفط وروسيا الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.