يتوقع مراقبون ألمان في استطلاع ل«عكاظ» أن يشهد العام 1434 تحولا كبيرا في سياسات أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية بعد تولي باراك أوباما لفترة رئاسة تالية، خصوصا أن العام 1433 شهد تحديات غير مسبوقة كان من شأنها تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، الأمر الذي تطلب تحركات سياسية حكيمة تضع ضمن جدولها الزمني مبدأ الحوار والتفاهم وحل المشكلات عبر القنوات الدبلوماسية. وأوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور أودو شتاينباخ في تصريح ل«عكاظ» أن السلام العالمي يتوقف على مواقع استراتيجية محورية، ففي حال لم يتحقق السلام والاستقرار في هذه المناطق، فإن العالم لن يشهد هدوءا وسلاما. وربط شتاينباخ بين الاستقرار العالمي وعودة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى البيت الأبيض، مشيرا إلى أن هناك وعودا أدلى بها أوباما في السابق ولكنها لم تر النور حول الأمن والاستقرار العالمي، لافتا إلى أن الوقت حان لتنفيذ هذه الوعود. وأشار إلى أن طلب الرئيس أوباما من إسرائيل في مايو عام 2011 تحقيق السلام عبر التفاوض وعبر العودة لحدود 1967، يعني في الوقت ذاته تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن هذه المطالب تعكس رغبة المجتمع الدولي في تحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام. واعتبر شتاينباخ أن هذا الموقف الأمريكي من عملية السلام، مهم وحيوي ولا بد من أخذه في الاعتبار خلال فترة الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي، موضحا أنه رغم اعتماد أوباما على أغلبية الكونجرس المشكلة من الجمهوريين، إلا أن السنوات الأربع المقبلة ربما تشهد تحولا كبيرا في سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشرق الأوسط بعد عام من التخبط الدولي في سياسة الأمن والاستقرار للمنطقة. من جهة أخرى، شدد الخبير في شؤون الخليج والباحث بمؤسسة العلاقات الخارجية والأمنية الألمانية في برلين جيدو شتاينبرج أن الفترة السابقة شهدت تصعيدا سياسيا وعسكريا في منطقة الشرق الأوسط ودق طبول الحرب في المنطقة، مشيرا إلى أن تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز تصريحات غير مسؤولة في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي للتوصل إلى حل في الملف النووي الإيراني. وقال شتاينبرج في تصريحات ل«عكاظ» إن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي يتوقفان على سياسة بناءة تراعي احتياجات الشعوب العربية وتعمل على الحد من الفقر والبطالة وهي أولويات التحديات التي تعرقل عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مثنما في هذا السياق جهود المملكة في الملفات الداخلية والخارجية وتعاونها دوليا في حل أزمات الشرق الأوسط بداية من الصراع العربي الإسرائيلي وحل الأزمة السورية، إلى نبذ الإرهاب ومحاربته والتعاون مع الجانب الأوروبي في هذا الإطار. أما الخبير في الشؤون الاستراتيجية بالاتحاد الأوروبي هاينريش شوماخر، فيرى أن هناك قضايا أساسية تتعلق بالأمن والاستقرار، وعلى أولويتها الصراع العربي الإسرائيلي والأزمة السورية والملف النووي الإيراني، واصفا هذه الملفات بأنها عرقلت سياسات الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد شوماخر في تصريح ل«عكاظ» على أهمية السلام في المنطقة العربية والخليجية، موضحا أنه يرى تعاونا أمريكيا عربيا من جانب وأوروبيا عربيا بجانب آخر -فضلا عن الدور المتنامي للمملكة- من شأنه أن يحتوي هذه الملفات الشائكة في الفترة المقبلة، فضلا عن التعاون المكثف مع جامعة الدول العربية التي تحول دورها إلى مؤسسة فاعلة لا يمكن الاستهانة بها.