الغبار والأتربة المتصاعدة من حي الرأفة غرب مكةالمكرمة ما عاد يحتمل، بسبب التداعيات الصحية السلبية التي تحيط بالجميع، حيث تبعث كسارات الأسمنت ثمارها وحصادها على السكان بلا استثناء، فأصيب بعضهم بالربو وضيق التنفس والحساسية .. ويتساءل المتضررون في صيحة للجهات المختصة من يتكفل بعلاج من تصيبهم رياح وأتربة الكسارات؟ الأهالي لم يفقدوا الأمل بعد في إنهاء معاناتهم مع هذه المواقع الفضولية غير المرغوب فيها في نقلها وطردها إلى خارج النطاق السكني، لأن بقاءها يعني رحيل من تبقى من السكان إلى أي موقع آخر تتوافر فيه معايير الإصحاح البيئي والهواء النقي الخالي من الشوائب والغبار. وفي المقابل يقول بعض السكان إنهم فقدوا الأمل نهائيا في المعالجة فكم من الشكاوى والبلاغات إلى الجهات المختصة.. وبقي الحال كما هو عليه بلا حل! عجب واستغراب على باحسين اعتبر وجود كسارات داخل حي أمرا يدعو للعجب والاستغراب قبل الدهشة، وهذه من الظواهر السلبية المقلقة في حي الرأفة. مبينا أن وجودها على الطرق الرئيسة في الحي وبالقرب من المساكن دون أن يخصص لها أماكن خاصة بها أمر يثير الأسى في نفوس الجميع لعلم الجهات المختصة بالأضرار التي ينتج عنها. ومن المؤسف جدا - كما يقول باحسين - أن الجهات الرسمية لا تلقي لتلك المخالفات والمضايقات التي تسببها الكسارات للسكان أي أهتمام، دع عنك ضجيجها طوال اليوم حيث حرم السكان من الراحة فضلا عن عشرات الناقلات الثقيلة التي تعبر الحي في كل وقت وهو الأمر الذي أحاله إلى ورشة كبرى. شكاوى ولكن عبدالرشيد الإمام قال إن عددا من سكان الحي تقدموا بشكاوى رسمية إلى جهات الاختصاص و لاحياة لمن تنادي، إذ أنه لا تزال تلك الكسارات تسبب للأهالي المعاناة والضيق والمرض على مدار الساعة، فضلا على أنها خلفت حالة من العشوائية والفوضى داخل الحي، وأضاف أن هذه الآليات والكسارات المنتشرة بصورة عشوائية على طريق الرئيس للحي مصدر رئيسي للغبار والأتربة المتصاعدة، كما أن عدم تقيدها بوسائل السلامة في الخروج وتشويهها للمنظر العام، أمر زاد من أوجاع الأهالي، داعيا إلى ضرورة إغلاق الكسارات والحد من انتشارها داخل الحي. حي الكسارات و لا يختلف نايف الحارثي عن بقية جيرانه، ويضيف، إن الحي أصبح يعرف بحي الكسارات، ما أدى إلى نفور الكثير من السكان والمستأجرين والتأثير سلبيا على القيم الإيجارية، خاصة بعد زيادة عدد الشاحنات الداخلة والخارجة من الكسارات، ما أدى إلى تحويل الحي إلى مقر للشاحنات فأصيب قاطنو الحي بحالة من الضجر والقلق، إذ إن إزعاج الورش والشاحنات نغص عليهم راحتهم، فضلا عن انتشار العمالة الوافدة التي تعمل في الورش وتسكن داخل الأحياء. كيف سمحت الأمانة؟ إلى ذلك انتقد أمين الحميدي سماح أمانة العاصمة المقدسة وبلدية الشوقية افتتاح تلك الكسارات داخل الأحياء وتجاهل ما تسببه من إزعاج وتلوث وضيق وضجيج في الحي، كما انتقد إدارة المرور لسماحها بمرور الشاحنات التي تخنق حركة السير وتتسبب في الحوادث المرورية. وكلها تسهم في تلويث البيئة، وأضاف، الإزعاج الصادر من الورش لا يستطيع السكان احتماله، خاصة أن فترة عملهم تبدأ من الصباح ولا تنتهي إلا في الفترة المسائية. واعتبر الحميدي مرور الشاحنات بتلك الكثافة يوميا في الحي دون رقيب أضر بطبقات الأسفلت، ما أدى إلى إتلاف معظم الشوارع، مشيرا إلى أن التواجد الكثيف للشاحنات يغري الآخرين بالتوجة نحو الحي والاستثمار فيه بمزيد من الكسارات، داعيا إلى ضرورة إخلاء الحي من الكسارات، (الأهالي متخوفون من أن يتحول الحي إلى منطقة صناعية مع مرور الأيام وحاليا هو أشبه بالمنطقة الصناعية). اشتراطات .. ونقل المتحدث الإعلامي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البئية حسين القحطاني، أوضح أن هناك اشتراطات معينة يجب توفرها في الكسارات منها تخصيص فلاتر حولها وأن تكون المنطقة المحيطة مزروعة بشكل جيد وأن تكون خارج الكثافة العمرانية، وأكد القحطاني على ضرورة تطبيق الأنظمة والتعليمات و المقاييس في النظام الدولي المعمول بها فيما يخص الكسارات، وهناك فرع في العاصمة المقدسة يتابع الاشتراطات و الشكاوى وتنظيم جولات ميدانية للمصادقة على الاشتراطات المطبقة. وفي المقابل أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن مخطط الرأفة يتبع لبلدية الشوقية الفرعية من حيث التخطيط الذي يشمل السفلتة الشاملة والإنارة والنظافة، وغير ذلك من الخدمات البلدية التي يطالب بها الأهالي، مؤكدا أن حي الرأفة يجد كل الاهتمام أسوة بالأحياء الأخرى. مؤكدا نقل الكسارات قريبا.