انتشرت ورش السيارات الكبيرة داخل حي الرأفة بمكةالمكرمة بكثافة، وسط استغراب الأهالى، لدرجة أنهم فكروا في الخروج منه والبحث عن مساكن في أحياء أخرى تنعم بالهدوء بعيدا عن ضجيج الورش، فضلا عن حالة الفوضى التي خلفتها الشاحنات المعطلة في مدخل الحي بفعل تجمع عدد كبير من العمالة المخالفة فيها وجعلها ملاذا آمنا لها ليل نهار، ملوثين البيئة ببقايا الطعام التي يقذفون بها للشارع دون مراعاة لتبعاتها، لتختلط بما تفرزه صيانة السيارات من أوساخ تشوه الصورة العامة للحي. قال نواف القرشي، إن انتشار الشاحنات بأعداد كبيرة من الظواهر السلبية التي يعاني منها حي الرأفة، مؤكدا أن وجود الورش على الطرق الرئيسة بالقرب من المساكن أمر مزعج للغاية لما تسببه من ضوضاء وتجمعات مشبوهة للعمالة، داعيا الجهات المختصة إلى ضرورة متابعة العمال المتخلفين الذين يتجمعون في شوارع الحي، خاصة وأن الشاحنات الضخمة التي ترتاد تلك الورش تخطف النوم من عيون السكان، بالإضافة إلى أن وجودها العشوائي يؤثر على المنظر الجمال للحي. أبان عبدالعزيز الثقفي أن عددا من سكان الحي تقدموا بشكاوى رسمية إلى جهات الاختصاص ولكن لا جديد في الأمر، بل تزايد عدد الورش داخل الحي على الخط الرئيسي، وزاد «أصبحنا نعاني على مدار اليوم، لأن تلك الورش خلفت حالة من العشوائية، وباتت منتشرة بصورة قبيحة وملاذا آمنا للعمالة الوافدة المخالفة للأنظمة، فضلا عن عدم تقيدها بوسائل السلامة وتشويهها للمنظر العام، لذلك نطالب بعدم منح التراخيص البلدية لافتتاح الورش في الأحياء»، داعيا إلى ضرورة إغلاق الموجود منها الآن للحد من ظاهرة انتشارها. نايف الحارثي قال إن الحي أصبح يعرف بحي الورش، ما أدى إلى نفور الكثير من السكان ورفضهم العيش به، حيث تفتح يوميا ورشة جديدة تضاف إلى وصيفاتها، ما أدى إلى تحويله إلى مقر للشاحنات الكبرى، ما أصاب قاطنيه بحالة من الضجر والتذمر والقلق، إذ أن إزعاج الورش نغص عليهم راحتهم، وهدد أمنهم بسبب انتشار العمالة الوافدة المتواجدة ببعض الشاحنات، وأردف «لا ندري متى ننعم بالراحة التي انتظرناها طويلا ولم نجدها حتى اللحظة، كما نأمل أن ينتبه المسئولون لما يجري ويقوموا باللازم حتى نعيش كما كنا في السابق لا يقلق مضاجعنا شيء». وانتقد الحارثي سماح أمانة العاصمة المقدسة وبلدية الشوقية بافتتاح الورش داخل الأحياء السكنية، لما تسببه من إزعاج وتلوث في الحي، كما دعا إدارة المرور بعدم السماح للشاحنات بالمرور داخل الحي، لما تسببه من حوادث خطيرة، إلى جانب أنها تساهم في التلوث البيئي جراء تواجدها لفترات طويلة وتكون مصدر إزعاج دائم لا يمكن للسكان احتماله، خاصة أن فترة عملهم تبدأ من الصباح ولا تنتهي إلا في الفترة المسائية وفي المقابل يريد الشخص أخذ قسط من الراحة ولكنه يعاني بسبب ضجيج الورش المتواصل ولا ينال مبتغاه. واعتبر خالد أبو عبدالله أن وجود الورش داخل الحى ينذر بكارثة بيئية لما تفرزه من مخالفات بترولية أمام المنازل، مشيرا إلى أن التواجد الكثيف للشاحنات يغري الآخرين بالتوجه نحو الحي والاستثمار فيه بمزيد من الورش، داعيا إلى ضرورة النظر إلى الموضوع من زاوية راحة السكان، مؤكدا أن الأهالي أصبحوا متخوفين من أن يتحول الحي إلى منطقة صناعية مع مرور الأيام، إذا استمر الحال كما هو عليه الآن. مسؤولية مشتركة أكد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن تراخيص فتح تلك الورش أو البناشر تشترك فيها العديد من الجهات الحكومية والأمنية، من الدفاع المدني وإدارة المرور بالإضافة إلى الأمانة نفسها ما يجعل التشاور يتم بينها جميعا وليست جهة واحدة فقط.