«أنا أيضا أريد أن أكون بينهم»، عبارة كتبت فوق صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي جاءت مذيلة بصورة للمدعو حسن نصرالله وكأنه يقول أريد أن أكون في الصورة التي رفعها المتظاهرون المعترضون في وسط بيروت لزعماء لبنان. الصورة أنطقت نصر الله بما يريد الناس أن ينطقوه، وهو تساؤل بحجم أزمة، لماذا صورة نصر الله غائبة عن وسط بيروت المحتج على الساسة في لبنان، كل الساسة؟ هل لأن نصر الله ليس من الساسة؟ أم لا علاقة له بالسياسة؟ أم أنه من صنف فضائي لا علاقة له بالفساد والمفسدين؟ نصر الله هو الحاضر الغائب في وسط بيروت، الحاضر في وجع الناس الغاضبين حيث كل ألم له فيه نصيب وحاضر بشغب المندسين حيث لحزبه وشعاراته وشم على الكتف أو عبارة كتبت على الجبين، هو حاضر في الفوضى وفي السطو وفي تجييش الحاقدين. نصر الله غائب حاضر في وسط بيروت عند الشريط الشائك أو في هتافات المغرضين، هو المدرك أن الفوضى وحدها تنقذه من أتون نار سوريا ومن إحراج دموع أمهات قتلاه العائدين من الزبداني ومن حلب ومن درعا، هو المدرك أن الفوضى وحدها تنهي لبنان، تنهي الدولة وتنهي المؤسسات وأحلام الناس والغد وتبقي الميليشيات والسلاح والقتل، أي أنها تبقي حزبه مهيمنا متسلطا يمتطي أكتاف المحرومين. نصر الله لن تستطيع تخريب بيروت ولا لبنان.. لأن الشرفاء سيحافظون عليها من تخريب وطائفية حزب الله.