لا يزال العديد من مرتادي المسجد النبوي الشريف من المعتمرين والحجاج والمصلين يخاطرون بأعمارهم عبر القفز عبر حواجز السيارات نظرا لقلة جسور المشاة في المنطقة المركزية، فيما يرى عدد كبير من المواطنين أن إنشاء الأرصفة المرتفعة يعرض العابرين لخطر الحوادث والدهس، مشيرين إلى أن مشكلة جسور المشاة هي الأكثر تعقيدا في المدينة خاصة أن أكثر المصلين يأتون من خارج المنطقة المركزية مشيا ما يعرضهم للخطر. ويشير الأهالي الى أن جسور المشاة تشكل أهمية كبرى للعابرين لحمايتهم من الحوادث ومخاطر عبور الشوارع، فضلا عن تسهيل حركة المرور وعدم تكدس المواطنين عند الإشارات المرورية وفي ربط المناطق السكنية والتجارية التي تفصلها الشوارع السريعة، إلا أن المدينةالمنورة رغم كثافة سكانها وزوارها ما زالت تعاني من قلة أعداد جسور المشاة في ظل وجود الكثير من الشوارع السريعة التي هي بحاجة إلى وجودها فيتعرض المئات من عابريها يوميا إلى خطر حوادث الدهس. ورغم تنفيذ الامانة عددا من جسور المشاة إلا أنها وبحسب مواطنين مرهقة ولا تصلح للاستخدام خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. يقول رائد الحربي إن جسر المشاة الحديدي الذي نفذته الامانة مؤخرا بالقرب من المسجد النبوي مرتفع جدا ولا يستطيع كبار السن صعوده وهم يفضلون قطع الشارع على ذلك. ورغم توفير أماكن مخصصة في جسر المشاة الواقع بالقرب من مسجد القبلتين للمصاعد الكهربائية إلا أن المقاول اكتفى بتجهيز الجسر وقام بإغلاق المكان المخصص للمصاعد دون الاستفادة منه بشكل أو بآخر. فيما يقول بادي عبدالله: لا بد أن تكون جسور المشاة مزودة بسلالم كهربائية وسيور متحركة ومصاعد كهربائية اضافة الى انها لا بد ان تكون مكيفة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن كل الجسور الموجودة بالمدينةالمنورة تفتقد لهذه الميزات وهي موجودة بالفعل في العديد من الدول المتقدمة لتساعد وتسهل خدمة الناس خاصة ان الطرق الموصلة تشكل خطرا على العابرين. يشاطرهم الرأي بدر الحربي مشيرا إلى أن لدى الامانة تجربة متميزة يجب الاشادة بها وهي الممرات وانفاق المشاة، حيث انها مجهزة بالمصاعد الكهربائية والسلالم المتحركة إلا انها تفتقد أيضا الصيانة الدورية اضافة الى اهمية تعيين موظف لحمايتها من العبث بها وكذلك لمساعدة مرتاديها، إلا ان هذه الانفاق غير كافية وبحاجة الى الصيانة والاهتمام بها خاصة انها تمثل واجهة حضارية بالقرب من المسجد النبوي الشريف، ورغم ذلك لا يستخدمها الكثيرون، ويفضلون العبور من تحتها نظرا لعدم جدواها، حسب أقوالهم. في المقابل أوضح ل«عكاظ» مدير شعبة السلامة المرورية بمنطقة المدينةالمنورة العميد عمر النزاوي أن ادارة المرور تقوم بضبط الحركة المرورية في اماكن عبور المشاة، خاصة في اوقات الذروة وذلك بالتواجد بشكل دائم سواء كان عند الجسور او ممرات العبور وذلك بهدف تسهيل انسيابية الحركة المرورية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المشاة قاصدي المسجد النبوي الشريف.