ذكرت مواقع التواصل الاجتماعي اتهام أحد الشيوخ للطائفين ببيت الله أنه يخشى عليهم من الرياء الذي هو شرك أصغر بتشغيلهم الأجهزة الذكية في لقطات تصويرية المعروفة باسم «السيلفي». وقالت جريدة «مكة» يوم الخميس 28/10/1436ه: إن الدكتور محمد المسعودي طالب العابدين في المسجد الحرام بإغلاق هواتفهم وأن ينشغلوا بالتقرب إلى الله، ووصف د. المسعودي التصوير على طريقة السيلفي وخلافه من توثيق لأعمال المناسك بالتصرفات التي لا تليق بالحرم. إننا لا نظن بالدكتور المسعودي إلا خيرا ونرجح أنه على نية صالحة.. لأنه نظر إلى قضية الخشوع والخضوع والانكسار لله تعالى في أثناء حضور العابدين في الحرم المكي ورأى أن الالتفات إلى الأجهزة الذكية مما يجرح الحضور في الطواف وفي أداء الأذكار. لكننا نظن رغم نيته الصالحة أنه أخطأ بتلبيس العابدين إثم الرياء وانجراره إلى رميهم بتهمة الشرك الأصغر.. فهم ما جاؤوا للمناسك والاعتمار والصلاة والتلاوة والعبادة بأنواعها إلا تقربا إلى الله تعالى وابتغاء مرضاته واحتساب ثوابه فكيف يجازف الدكتور هداه الله بهذا الظن السيىء ؟. وما يدريك يا دكتور أن يكون هؤلاء الذين يصورون أنفسهم بالسيلفي لا يفعلون ذلك إلا تحدثا بنعمة الله عليهم أن مكنهم من الوصول إلى هذه الأماكن المقدسة العظيمة، وأنهم كلما فتحوا صورهم كرروا شكرهم لله على هذه الكرامة العظيمة التي نالوها وحرم منها مئات الملايين في شرق الأرض وغربها.. وانهم وهم يتأملون هذه الصور بعد عودتهم إلى ديارهم يتشوقون إلى العودة، ليكسبوا أجر الصلاة المضاعف فيه مائة ألف مرة، وأن يعرضوا هذه الصور على أهاليهم هناك في ديارهم فيحركوا لواعج الشوق والحنين إلى أداء المناسك وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي على آل بيته وعلى الصحابة الكرام في مقبرة البقيع وفي سفح جبل أحد حيث يوجد مثوى سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله وأخيه من الرضاعة.. ويسري فيهم تيار الحنين إلى العودة إلى المشاعر المقدسة.. وذلك مما يزيد في ثوابهم ويقربهم إلى ربهم.. أما أقاربهم ومعارفهم الذين لم يفوزوا بالرحلة المباركة فإنهم يبكون من شدة الشوق والرغبة فيما عند الله بالقرب من مشاعر الله العظيمة، في البيت الحرام وما حوله، وفي المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. ونحن إن كنا لا نظن إلا خيرا بالدكتور إلا أننا نؤكد خطأه في اتهام المستعملين للأجهزة الذكية بالشرك.. فإن ذلك ظلم عظيم.. السطر الأخير: قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.