وللأسماء الحسنى أهمية ودلالات يحسن بكل مسلم أن يتعرف عليها، منها ما جاء في المقدمة بإيجاز: - يقول قوام السنة الأصفهاني رحمه الله تعالى: قال بعض العلماء أول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} محمد: 19 فينبعي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله عز وجل وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلا: فإنه سيطلب منه أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، ويسأله عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه، أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها. يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فلكما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه، وكلما نقص نقص، وأقرب طريق إلى ذلك تدبر صفاته وأسمائه من القرآن. فإذا علم العبد أن ربه عليم حكيم عدل لا يظلم أحدا، رضي وصبر وتيقن أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يبلغها علمه، لكنها من مقتضى علم الله تعالى وحكمته، فيطمئن ويسكن إلى ربه ويفوض أمره إليه. وفي ذلك يقول العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى: فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف، والرجاء، والمهابة، والمحبة والتوكل، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: إن الأدب مع الله تبارك وتعالى: هو القيام بدينه، والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا، ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحب وما يكره ونفس مستعدة قابلة لينة، متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا. ويجلي الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى آثار هذا الفقد أو ضعفه فيقول: أي شيء عرف من لم يعرف الله ورسله؟ وأي حقيقة أدرك من فاتته هذه الحقيقة؟ وأي علم أو عمل حصل لمن فاته العلم بالله والعمل بمرضاته ومعرفة الطريق الموصلة إليه؟ وما له بعد الوصول إليه؟ وأخيرا فإن الحمد لله والشكر للقائمين والعاملين في مشروع «إصدارات مشروع أسماء الله الحسنى» مع التحية والتقدير لأخي الدكتور سهيل قاضي على مكارم أخلاقه، وكريم عطائه. السطر الأخير: قال الله تعالى: {إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة}.