هذا الكتاب يهدف إلى ترسيخ أعظم قيمة في حياة المسلم وهي العبودية لله.. ويقول المؤلف د. أحمد بن عثمان المزيد: إن تعظيم الله عزّ وجلّ هو أعظم وسيلة توصل إلى سعادة الفرد والأسرة والمجتمع بل إلى سعادة البشرية كلها خصوصاً في زمن العولمة وحيث صار العالم قرية واحدة ضعف منه أثر الوسائل الخارجية لحماية ووقاية المجتمع من منع ومراقبة فصار لزاماً الاهتمام والتركيز التام على تقوية تعظيم الله في النفس بتقوية الوازع الديني ومراقبة الله في السر والعلن. )) ذكر الهروي رحمه الله في «منازل السائرين» حقيقة تعظيم الله تعالى فقال: تعظيم الحق سبحانه هو ألا يجعل دونه سببا ولا يرى عليه حقا أو ينازع له اختياراً. والمؤمن من تعظيم ربه تبارك وتعالى يرى الخير في كل ما يأتي به الله سبحانه وتعالى ويعلم أن الله تعالى يريد به الخير واليسر والفلاح الذي قد يأتي في ثوب البلاء والشدة والضيق.. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن إصابته ضراء صبر فكان خيراً له». )) قال الإمام ابن القيم في ارتباط التعظيم بالمعرفة: «وهذه المنزلة أي منزلة تعظيم الله عزّ وجلّ تابعة للمعرفة فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب وأعرف الناس به أشدهم له تعظيماً وإجلالاً وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته ولا عرفه حق معرفته ولا وصفه حق وصفه. )) ومن الوسائل التي تفضي إلى تعظيم الله تعالى وإجلاله: كثرة حمده سبحانه وتعالى والثناء عليه سبحانه وشكره على نعمه وقد روى البخاري عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.. غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه. ومن وسائل تعظيم الله تعالى: تدبر القرآن وتحديق النظر في سوره وآياته فالقرآن كله ينطق بالتعظيم والتمجيد والإجلال لرب العالمين حتى قال أحد الباحثين الغربيين ليس هناك كتاب حوى من التعظيم والثناء والحمد والتقديس لله تعالى مثل ما حواه القرآن وهذا يثبت أنه من عند الله تعالى. )) وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي: وقد تكرر كثير من أسماء الله الحسنى في القرآن: - الرب: هو المربي جميع عباده بالتدبير وأضاف النعم. - الله: هو المألوه المعبود ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال. - الملك. المالك: الذي له الملك فهو الموصوف بصفة الملك وهي صفات العظمة الكبرياء والقهر والتدبير الذي له التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء وله جميع العالم العلوي والسفلي كلهم عبيد ومماليك ومضطرون إليه. -الواحد الأحد: وهو الذي توحد بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك ويجب على العبيد توحيده عقلا وقولا وعملا بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة.